أصحاب أبي عبدالله عليه السلام . ۱
النقطة الرابعة: في بيان التوجيهات التي قدّمها الأئمّة عليهم السلام بشأن تلقّي الحديث وضوابط لروايته ، تتعلّق بضرورة إسناده إلى ناقله ، والأمانة في الإسناد ، وعدم التزيّد في متن الحديث ، إلاّ في الحالات التي لاتغيّر من المعنى المراد شيئاً: ومن شواهد ذلك:
1 ـ تأكيد الأئمّة عليهم السلام أن يكون طلب الحديث خالصاً لوجه الله تعالى ، وطمعاً في مرضاته وثوابه ، وليس للمطامع الشخصيّة وعَرَض الحياة الدنيا.
 فقد روي عن أبي عبدالله عليه السلام قال: «من أراد الحديث لمنفعة الدنيا ، لم يكن له في الآخرة نصيب ، ومن أراد به خير الآخرة ، أعطاه الله خير الدنيا والآخرة». ۲
 2 ـ ضرورة إسناد الحديث ، فقد قال أمير المؤمنين عليه السلام : «إذا حدّثتم بحديث فأسندوه إلى الذي حدّثكم به ، فإن كان حقّاً فلكم ، وإن كان كذباً فعليه». ۳
 3 ـ وأكّد الإمام الصادق عليه السلام مسألة عدم التدليس في الإسناد بقوله: «إيّاكم والكذب المفترع» قيل له ، وما الكذب المفترع؟ قال: «أن يحدّثك الرجل بالحديث ، فتتركه وترويه عن الذي حدّثك عنه». ۴
 4 ـ كما أكّد عليه السلام ضرورة المحافظة على نصّ الحديث عند نقله: عن أبي بصير قال: قلتُ لأبي عبدالله عليه السلام : قول الله جلَّ ثناؤه: الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه۵ قال: «هو الرجل يسمع الحديث; فيحدّث به كما سمعه ، لايزيد فيه ،
                         
                        
                            1.(بحار الأنوار) ، ۲/۲۴۹ الحديث ۱۲.
2.(الكافي) ، ۱/۴۶ باب المستأكل بعلمه والمباهي به ، الحديث۲.
3.(الكافي) ، ۱/۵۲ باب رواية الكتب والحديث ، الحديث۷.
4.(الكافي) ، ۱/۵۲ باب رواية الكتب والحديث ، الحديث۱۲.
5.سورة الزمر ۳۹: ۱۸.