الاربعين في إثبات إمامة أمير المؤمنين (ع) - الصفحه 101

ما حكمك ؟ قال : ويلك ، تدري من هذا ؟ قال : عليّ بن أبي طالب ! وقد سمعت رسول اللّه صلى الله عليه و آله يقول : لو أنّ السموات والأرض وضعتا في كفّة وإيمانُ عليّ في كفّة ، لرجح إيمان عليّ عليه السلام .

بيان :

يفهم من كلام الرجل أ نّه كان عارفا بقبح تقدّم المفضول و احتياجه إلى من لايعتنى به لتناهي فضله ، كما هو بيّن ، لا خفاء فيه . . . والحمد للّه الملك العليّ المنّان .
ثمّ أقول:انتهى ما أورده ابن أبيالحديد من الأخبار في مقام بيان اندفاع الإشكال وغيره بحذف المكرّرات مع تقديم وتأخير اقتضاه الحال . وإنّما نسب ما ذكره من الآثار إلى من سبق اسمه من الرجال مع أ نّا قد وجدنا أكثرها في غير كتب هذه الجماعة أيضا قصدا للاختصار واكتفاءً بما فيه الغنية في أداء المقصود ، فلا تغفل .
تنبيه : إيّاك وأن تزعم في الشارح المذكور أ نّه من الشيعة القائلين بإمامة الأئمّة الكرام ، المقدِّمين للعترة الطاهرة على من عداهم من الأنام ؛ فإنّ ذلك من بعض الظنّ الذي يترتّب عليه الإثم يوم القيام ، بل يجب أن يعلم أ نّه ممّن : «يُعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد اللّه على ما في قلبه وهو ألدّ الخصام»۱ .
حيث إ نّه بعد ما يعترف بما تقدّم من الأخبار العامّة الواردة عنه صلى الله عليه و آله في غير موضع واحد ، وأكثرها كما عرفت نصّ صريح في خلافته عليه السلام ويقرّ أيضا بالأخبار الخاصّة الواردة عنه في مواضع مخصوصة . وكلّها نصوص جليّة دالّة على تعيّن الخلافة والإمامة بعده له عليه السلام . وبعد ما يعترف بأنّ الإمامة من الاُمور المتعلّقة بالدين وأنّ تعيين الإمام واجب لإصلاح اُمور المسلمين . كما يدلّ عليه كلام أوّل

1.إنّما عكسنا في التوصيف للإيماء إلى أنّ ما وصفه بالعموم . بمعنى الشيوع والاشتهار بين الفريقين . موصوف بالخصوص أيضا ؛ لوروده في موضع مخصوص ، وأنّ ما وصفه بالخصوص . بمعنى اختصاص نقله وروايته أو الاستدلال به بالجمهور . موصوف بالعموم أيضا ؛ حيث إنّه ورد في كلّ موضع أو في الأكثر ، فتدبّر، (منه) .

الصفحه من 137