الاربعين في إثبات إمامة أمير المؤمنين (ع) - الصفحه 102

الخلفاء . . . في خطبة خطبها للشماتة على عباد اللّه المخلصين ، على ما يشعر به خطابه . . . «أمّا بعد ، فمن كان يعبد محمّدا فإنّ محمّدا قد مات ، ومن كان يعبد ربّ محمّد فإنّه حيّ لا يموت ، لابدّ لهذا الأمر ممّن يقوم به» إلى آخر كلامه . يقول بأنّ النصّ و الوصيّة بالخلافة له عليه السلام غير موجود ، نعم هو مستحقّ للخلافة لمكان الأفضليّة ، ولكن قدّم غيره عليه لمكان المصلحة في تأخّره وتقدّم ذلك ، ولا منقصة فيه . يصرّح بما ذكرنا مقالاته في شرحه المذكور في غير موضع .
فقال عند شرح قوله عليه السلام : «قمت بالأمر حين فشلوا ونطقت حين تتعتعوا» إلى قوله عليه السلام : «فنظرت في أمري فإذا طاعتي قد سبقت بيعتي» ۱ .
فإن قلت : هذا تصريح بمذهب الإماميّة من أنّ تقدّم غيره عليه كفر منهم وطغيان وعصيان للّه ولرسوله ؛ لأ نّه صرّح بأنّ البيعة أخذ منه بعد سبق وجوب طاعته عليهم ، وهو صادق فيما يقول ، ومن البيّن أنّ أخذ البيعة منه مع سبق وجوب طاعته عدوان وظلم .
قلنا : ليس الأمر كذلك ، بل هو تصريح بمذهب أصحابنا من البغداديّين ، لأ نّهم يقولون : إنّه الأفضل والأحقّ بالإمامة ، وإنّه لولا ما يعلمه اللّه ورسوله من أنّ الأصلح للمكلّفين تقديم المفضول عليه ، لكان من تقدّم عليه هالكا ، فرسول اللّه صلى الله عليه و آله أخبره أنّ الإمامة حقّه وأ نّه أولى بها من الناس أجمعين ، وأعلمه أنّ في تقدّم غيره وصبره على التأخّر عنها مصلحة للدين راجعة إلى المكلّفين ، وأ نّه يجب عليه أن يُمسِكَ عن طلبها ويغضي عنها لمن هو دون مرتبته ، فامتثل ما أمر به الرسول صلى الله عليه و آله ولم يخرجه تقدّم من تقدّم عليه من كونه الأفضل والأولى ، وقد صرّح شيخنا أبو القاسم البلخي بهذا ، وصرّح تلامذته وقالوا : لو نازع عقيب وفاة رسول اللّه وسلّ سيفه لحكمنا بهلاك كلّ من خالفه و تقدّم عليه ، وحكمنا بهلاك من

1.الكافي ، ج ۱ ، ص ۴۵۵ ؛ من لا يحضره الفقيه ، ج ۲ ، ص ۵۹۳ .

الصفحه من 137