الاربعين في إثبات إمامة أمير المؤمنين (ع) - الصفحه 103

نازعه حين أظهر نفسه . ولكونه مالك الأمر وصاحب الخلافة ، إذا طلبها وجب علينا القول بتفسيق من نازعه فيها ، وإذا أمسك عنها وجب علينا القول بعدالة من أغضى له عينها ، وحُكمُه في ذلك حكم الرسول ؛ لأ نّه قد ثبت عنه في الآثار الصحيحة أ نّه قال : «عليّ مع الحقّ والحقّ معه ؛ يدور حيث ما دار» ، وقال غير مرّة : «حربك حربي وسلمك سلمي» ، و هذا المذهب عندي هو أعدل المذاهب وبه أقول . انتهى .
وأنا أقول : انظر في شأن هذا المتعسّف الغريق في لجّة الضلال ، كيف ينكر وجود النصّ في حقّه ، بعد ما نقلنا عنه من الآثار ، وبعد ما ملأ الكراريس من كتابه ممّا ورد في شأنه من سيّد الأبرار ، وكيف يجحد صدور المنازعة والمخاصمة منه ، وهو ينقل حديث إحضار النار لإحراق باب الدار ، مع أنّ فيه الحسنين واُمّهما وأباهما وغيرهم من الأخيار .
ثمّ ينقل امتداد المخاصمات التي صدرت منه ومن فاطمة وابنيها وطائفة من الكبار ، بعد ما آل الأمر إليه و صار ما صار ، إلى مدّة مديدة مضت من البيعة . . .
ثمّ تعجّبْ من غريب أمره وحاله ، وتأمّل في شناعة مقاله حيث إنّه يقول عند شرحه لقوله عليه السلام في جواب مَن قال : إنّك يا بن أبى طالب لحريص على هذا الأمر : «بل واللّه أنتم أحرص و إنّي لأخصّ وأقرب ، وإنّما طلبت حقّا لي ، وأنتم تحولون بيني وبينه» :
واعلم أ نّه قد تواترت الأخبار عنه عليه السلام بنحو من هذا القول ، نحو :
قوله : ما زلت مظلوما منذ قبض رسول اللّه صلى الله عليه و آله .
و قوله : اللهمّ أذلّ قريشا ؛ فإنّها منعتني حقّي و غصبتني أمري .
وقوله : وخزت قريشا منّي الخوازي ، فإنّهم منعتني حقّي و غصبتني أمري .
وقوله : فخزت قريشا عنّي الخوازي؛ فإنّهم ظلموني حقّي واغتصبوني سلطان

الصفحه من 137