الاربعين في إثبات إمامة أمير المؤمنين (ع) - الصفحه 121

بيان :

لا يخفى دلالته على وجوب اتّباعه وكونه مقدّما على الكلّ ، وأنّ كلّ مَن قدّم أو تقدّم عليه معدود من أرباب العقوق .
تنبيه : لا يخفى أنّ أوّل خلفائهم . كما ثبت عندهم . كتب إلى أبيه : «إنّ الناس بايعوني وقدّموني للخلافة لكبر سنّي» ، فكتب إليه : «إن كان الخلافة بالفضل والقرابة ، فعليّ أولى منك ، وإن كان للكبر فأنا أولى منك ، فلِمَ تقدّمت علَيَّ ؟ اترك الحقّ لأهله . فإنّ اللّه لبالمرصاد» . انتهى ملخّصا ، ولا يخفى ما فيه من الملاحة!

الحديث الثالث والثلاثون

۰.روى ابن مردويه بإسناده عن عقبة بن عامر ، قال :أتيت النبيّ صلى الله عليه و آله ظهيرة فقال لى : ما جاء بك يا جهنيّ في هذا الوقت ؟ قال : قلت : أمر عرض لي ، فقال صلى الله عليه و آله : وما ذاك ياجهنيّ ؟ قال : قلت : يا رسول اللّه ، ما تقول في هذا القوم ؟ منهم من يقول : «خير هذه الاُمّة من بعدك أبو بكر» ، ومنهم من يقول : «عمر» ، فإن حدث بك حدثٌ فمن الذي يجب علينا اتّباعه ؟ فقال : اتّبعوا من اختاره اللّه من بعدي ، واشتَقَّ له اسما من أسمائه ، ومن زوّجه ابنتي من عنده ، ومن وكّل به الملائكة يقاتلون معه عدوّه ! قلت : ومن هو يا رسول اللّه ؟ قال : عليّ بن أبى طالب عليه السلام ۱ .

بيان :

لا يخفى أنّ الخبر بعد صراحته في المقصود يدلّ على أنّ الجهنيّ كان معتقده لزوم اتّباع من هو خير و وجوبَ تقديم من هو أفضل ، والنبيّ صلى الله عليه و آله قرّره على هذا الاعتقاد ، ولم يمنعه من ذلك ، بل قال له ما يؤكّد هذا المعنى ، كما يظهر بالتأمّل .
ثمّ إنّ كون الاسم من اللّه ، من الاُمور التي لايجوز لهم التوقّف فيه أصلاً ، لتعدّد

1.كامل بهايى ، ج ۱ ، ص ۲۱۹ .

الصفحه من 137