الاربعين في إثبات إمامة أمير المؤمنين (ع) - الصفحه 132

وقت رحلته من الدنيا الخليفة الأوّل ويعرض عنه ، ويدعو إليه الخليفة الرابع ويحتضنه حتّى يقبض عليه .
وأمّا حديث إجماعهم ، فبَعد الإغماض عمّا يرد على حجيّته نقول : إنّه . بحمد اللّه وله المنّة علينا . كما عرفت مرارا لم ينعقد ۱ في عصر من الأعصار ، ولذا عدل محقّقوهم عن التمسّك به وقالوا بحجّيّة الاختيار ، وقد قال اللّه لنبيّه المختار : «ليس لك من الأمر شيء»۲ وقال : «إنّ الأمر كلّه للّه »۳ وقال : «لا تقدّموا بين يدي اللّه ورسوله»۴ وقال : «وربّك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة»۵« ج وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى اللّه ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرةج من أمرهم»۶ وقال : «اللّه يزكّي من يشاء»۷ وقال : «أهم يقسمون رحمة ربّك»۸ وقال : «نرفع
درجات من نشاء»۹
إلى غير ذلك من الآيات المصرّحة بأنّ الخيرة في الأمر كلّه للّه .
فيكون اختيار تعيّن الإمام بيده ، سواء قلنا بأ نّه من الاُمور الدينيّة ، كما اعترف به أكثرهم ، أو قلنا بأ نّه من الاُمور الدنيويّة ، كما ذهب إليه شرذمة منهم .

1.ممّا يدلّ على عدمه ما رواه البخاري ومسلم بإسنادهما عن عمر ، أنّه قال للعبّاس وعليّ عليه السلام : «فلمّا توفّي رسول اللّه جئتَ أنت تطلب ميراثك من ابن عمّك ، ويطلب هذا ميراث امرئته من أبيها» وقال أبو بكر : قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : «نحن معاشر الأنبياء لا نورّث» ، فرأيتماه كاذبا آثما غادرا خائبا ، واللّه يعلم إ نّه لصادق بارّ تابع للحقّ ، ثمّ توفّي أبو بكر ، فقلت : أنا وليّ رسول اللّه ووليّ أبي بكر فرأيتماني كاذبا آثما غادرا خائبا ، واللّه يعلم إنّي لصادق بارّ تابع للحقّ ، الحديث. وهو مذكور في البخاري في باب غزوة خيبر وباب الخمس وكتاب الفرائض ، وفيه مع الدلالة على المطلوب ، دلالة على .. . في الحلفين ؛ حيث إنّ الذي يدور الحقّ معه حيثما دار ، لا يقول إلاّ حقا ، بل دلالة على .... حيث أساء الأدب في التعبير عمّن بالغ اللّه في تعظيمه عند التعبير عنه وعمّن بالغ رسول اللّه صلى الله عليه و آله في تكريمه وتعظيمه ، فلا تكن من الغافلين ، (منه) .

2.سورة آل عمران ، الآية ۱۲۸ .

3.سورة آل عمران ، الآية ۱۵۴ .

4.سورة الحجرات ، الآية ۱ .

5.سورة القصص ، الآية ۶۸ .

6.سورة الأحزاب ، الآية ۳۶ .

7.سورة النساء ، الآية ۴۹ .

8.سورة الزخرف ، الآية ۳۲ .

9.سورة الأنعام ، الآية ۸۳ .

الصفحه من 137