الاربعين في إثبات إمامة أمير المؤمنين (ع) - الصفحه 137

الخوارج والمنحرفين عن الولاية ، الحاضرين في معركة قتال الحسين عليه السلام .
يرشد إلى ذلك الفحصُ عن آثارهم والتتبّع لما سطروه من مؤلّفاتهم .
وقد ثبت أنّ معاوية وأشباهه في أيّام سلطنتهم ، قد بذلوا الخلاع والعطايا والجوائز الجزيلة والمواهب الجسيمة لناقلي فضائل الثلاثة وواضعي الآثار في مناقبهم وما يزري بشأن أهل بيت النبوّة ويهدي إلى نقصان مرتبة عليّ عليه السلام ، على ما نقل ابن أبي الحديد وغيره من علمائهم .
فلا يبقى ۱ بعد ذلك لأحد من العقلاء اعتمادٌ على رواياتهم الواردة في هذا الباب ، ولذا لم يتعرّض أكابرهم ومحقّقوهم لإيرادها والاستدلال بها ، بل صرّح
جماعةٌ . منهم صاحب المغني وشيخه ، مع نهاية تصلّبه في مذهبه الذي أخذه من آبائه وأسلافه . بأنّ الحقّ أنّ هذه الآثار المنقولة في فضائل الصحابة موضوعة في مقابل بعض ما وضعه جهّال الشيعة في حقّ عليّ عليه السلام ، وقالوا : «الحقّ أنّ النبيّ صلى الله عليه و آله لم يوص لأحد بالخلافة» ، وفيه بَعد ما عرفت في أمر الوصاية ، أنّ كون أخباركم من الموضوعات قد ثبت بإقراركم ولم يثبت ولن يثبت أبدا أنّ ما عندنا من الموضوعات ، لاسيّما بعد ملاحظة ما عندكم من الأخبار العارية عن قرائن الوضع ودلائل الجعل ، بل المقترنة بدلائل الصحّة؛ فإنّها قد صدرت ممّن يتّصف بالعداوة والاعتساف لا ممّن يتّهم بالولاية والمودّة ،كما لا يخفى على ذوي الانصاف .

فهرست

1.لا سيّما إذا كان من جملتهم مَن يجوّز وضع الحديث لمصلحة أو لترويج المذهب ، كأبي حنيفة ، وقد نقل الشريف في حاشية الكشّاف أنّ الأحاديث المرويّة في خواصّ السور عن اُبيّ كلُّها موضوعة ، قال : وقد اعترض على واضعها ، وقيل له : أما سمعت قول النبي صلى الله عليه و آله : من كذب علَيَّ متعمّدا فليتبوّأ مقعده من النار» فأجاب بأ نّي كذبت له لا عليه ، فتأمّل ، (منه) .

الصفحه من 137