الاربعين في إثبات إمامة أمير المؤمنين (ع) - الصفحه 50

وفي رواية الهذليّ عن الشعبي ، أنّ عليّا أقبل فقال النبيّ صلى الله عليه و آله : هذا من الذين يقول اللّه فيهم : « أُولَـآلـءِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ » .
وأسند ابن حبر في كتابه قولَه لعليّ عليه السلام إذا أقبل : «هذا خير البريّة» وأنّ جابرا كان يدور في سكك المدينة ، ويقول : قال النبيّ صلى الله عليه و آله : عليّ خير البشر ، مَن أبى فقد كفر ، ومَن رضِيَ فقد شكر ! معاشر الأنصار ، أدّبوا أولادكم بحبّ عليّ بن أبي طالب ، فمن أبى فلينظر في شأن اُمّه !
وبالجملة ، مقدَّم الخبر عندهم مرويّ بعبارات متفاوتة متقاربة بنيّف وأربعين طريقا ، وهو صريح فيما دلّ عليه الخبر السالف ، صادّ عن الهوى للبصير العارف .
ومؤخّره إشارة إلى ما روي متواترا عندهم من أ نّه صلى الله عليه و آله قال : لا يحبّه إلاّ مؤمن ولا يبغضه إلاّ منافق .
وقد نقل عنه صلى الله عليه و آله أ نّه قال في جملة ما قاله: لو ضَربتُ خيشوم المؤمن بسيفي هذا على أن يبغضني ما أبغضني، ولو صببت الدنيا بحماتها على المنافق على أن يحبّني ما أحبّني ؛ وذلك لما قضى وانقضى على لسان النبيّ الاُمّيّ يا عليّ ، لا يحبّك إلاّ مؤمن تقيّ ولايبغضك إلاّ منافق شقيّ .

الحديث الثالث

۰.أسند ابن المغازلىّ الشافعي بطرق عديدة إلى النبي صلى الله عليه و آله ، أ نّه قال :لا يمرّ على الصراط إلاّ من معه كتاب بولاية عليّ بن أبي طالب ، وقد قال اللّه فيه: «وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْـءُولُونَ»۱ يعني إنّهم مسئولون عن ولاية عليّ عليه السلام ۲ .

1.سورة الصافات ، الآية ۲۴ .

2.مناقب الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام ، ابن المغازلي ، ص ۲۱۸ ، ح ۲۸۹ ؛ الأمالي . للشيخ الطوسي . ، ج ۱ ، ص ۲۹۶ .

الصفحه من 137