الاربعين في إثبات إمامة أمير المؤمنين (ع) - الصفحه 51

بيان :

هذا الخبر عندهم مرويّ بعبارات متقاربة ، كقوله صلى الله عليه و آله : حبّ عليّ براءة من النار ۱ .
وقوله : من أحبّه أحبّني ، ومن أبغضه أبغضني ، ومن أبغضني أبغض اللّه ۲ .
وقوله : حبّ عليّ حسنة لا تضرّ معه معصية ، وبغض عليّ سيّئة لا تنفع معه حسنة ۳ .
وقوله : لو اجتمع الناس على حبّ عليّ بن أبي طالب ، ما خلق اللّه النار ۴ .
وقوله : عنوان صحيفة المؤمن حبّ عليّ بن أبي طالب ۵ .
وغير ذلك ، ممّا لايسعه المختصرات ، فهو متواتر في المعنى ، وإن لم يكن متواترا في لفظه .

والاستدلال به من وجوه :

أحدها : أنّ اختصاصه عليه السلام بكون حبّه منقذا من النار ، لازما مساويا لحبّ نبيّ اللّه سيّد الأبرار ، بل لمحبّة اللّه الذي بيده مقادير الليل والنهار ، يدلّ على نهاية فضله ومزيّته على من عداه ، فيجب تقدّمه وتقديمه على الكلّ بتقريب ما مرّ بيانه .
وثانيها : أ نّه عليه السلام كان كارها للثلاثة ، بدليل تظلّماته الآتية المتواترة بينهم ، الدالّة على أنّهم مخالفوه ، الغاصبون لحقّه ، الجائرون عليه ، فيجب أن لايؤخَّر عنهم ، لأنّ المحبّة الواجبة له لايجامع القول بتقدّم من يكرهه عليه بالضرورة ، وسيأتي ما يوضح ذلك إن شاء اللّه .

1.المناقب ، ج ۳ ، ص ۲۰۰ ؛ بحار الانوار ، ج ۳۹ ، ص ۲۵۸ .

2.المناقب ، ج ۳ ، ص ۳۸۲ ، مع اختلاف يسير .

3.المناقب ، ج ۳ ، ص ۱۹۷ ، كشف الغمّة ، ج ۱ ، ص ۱۰۵ .

4.كشف الغمّة ، ج ۱ ، ص ۹۹ ، عوالي اللئالي ، ج ۴ ، ص ۸۶ .

5.المناقب ، ج ۲ ، ص ۱۵۱ ، العمدة ، ص ۳۷۰ .

الصفحه من 137