الاربعين في إثبات إمامة أمير المؤمنين (ع) - الصفحه 58

حكى عن قومٍ صالحين ، أ نّهم كانوا يقولون : «ربّنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا»۱ حين علموا أنّ القلوب تزيغ وتعود إلى عماها ورداها ۲ ، الحديث .
[ 8 [ . وأن يكون دائما خائفا من البرزخ وأهواله وشدّة الأمر عليه بسوء أعماله ، معتقدا أ نّه على تقدير انتقاله على الولاية ، يمكن أن لا تدركه بعد الموت مِن غير فصلٍ رحمةٌ إلهيّة؛ لعدم قابليّته ، فلا سَلِمَ من مولمات تلك العالم قبل قيام الساعة ، ودرك لقاء الشفعاء في دار الكرامة .
لا يقال : عموم نظائر قوله: «فمن يعمل مثقال ذرّة شرّا يره»۳ يدلّ على عموم المحاسبة وشمولها لأرباب الولاية مطلقا ، وذلك يقتضي مؤاخذة الكلّ على ما صدر منهم من القبائح .
لأ نّا نقول : على تقدير تسليم عموم المحاسبة . ولا يخفى أنّ عدمه صريح أكثر الأخبار المخصّصة للآية بمن عدا الأبرار . لا نسلّم أنّ فائدتها منحصرة في تعذيب أرباب الشرور بالنار ، لِمَ لا يجوز أن يكون الغرض في البعض إزالة أثر المعاصي بالمداقّة في الحساب ، أو إبانة مقدار التفضّل الموعود من الحكيم الوهّاب ، فتأمّل في ذلك ؛ فإنّه معركة لأفهام اُولي الألباب .
تنبيه آخر : اعلم أنّ من المشهورات التي لاينكرها إلاّ مبغض منحرف عن الولاية ، قوله صلى الله عليه و آله فيه ج عليه السلام ج بعبارات مختلفة متّحدة في المعنى ، أ نّه قسيم الجنّة والنار ۴ ، وسيجيء ما تصرّح بذلك في بعض الأخبار .
وقد سأل المفضّل عن مولانا الصادق عليه السلام : بِمَ صار عليّ عليه السلام قسيم الجنّة والنار؟
فقال عليه السلام : لأنّ حبّه إيمان وبغضه كفر ، وإنّما خلقت الجنّة لأهل الإيمان والنار

1.سورة آل عمران ، الآية ۸ .

2.بحار الأنوار ، ج ۱ ، ص ۱۳۹ .

3.سورة الزلزال ، الآية ۸ .

4.عيون أخبار الرضا عليه السلام ، ج ۲ ، ص ۲۷ ؛ صحيفة الإمام الرضا عليه السلام ، ص ۱۱۵ .

الصفحه من 137