الاربعين في إثبات إمامة أمير المؤمنين (ع) - الصفحه 65

مراتب العباد ، من أ نّه لم يقتل أحد من المشركين مثل قتله ، أو لم يبادر أحدٌ إلى قتلهم قبله ، فيكون مستحقّا للتقدّم بالوصفين ودلالة ما نزل به الأمين لإرشاد الخافقين .
قال اللّه تعالى: «وفضّل اللّه المجاهدين على القاعدين درجة وأجرا عظيما»۱ فلا يجوز تقدّم الغير عليه .
وثامنها : أ نّه افتخر بتقدّمه في الإسلام ، وتقدّمه في عبادة ربّه الحكيم العلاّم ، واندراجه في السابقين الذين شهد اللّه بأ نّهم من المقرّبين .
ومن الثابت أ نّه لا يفتخر بما لا فخر فيه ، ولا يتوهّم هذا فيه إلاّ معانده ومنافيه ، فيكون أفضل ممّن صرف أكثر عمره في عبادة الأوثان . وأنكر وجود من ينتهي إليه سلسلة عالم الإمكان ، فلايجوز تقدّمه عليه .
وتاسعها : أ نّه افتخر بوقوع ردّ الشمس له ، وكونه من كراماته وعلامةً من علامات فضله وشرف مقاماته ، إذ لا يفتخر مثله بما هو معدود من كرامات غيره ، فيكون أعلى منزلة ممّن لم يُعلَم مثل ذا في حقّه ، فلا يجوز تقدّمه وتقديمه عليه فيما هو شأن من شؤوناته .
وعاشرها : أ نّه افتخر بخبر الطائر ، وهو من المشهورات عندهم ، وفيه . على بعض الروايات . أ نّه قال له بعد حضوره : لقد تمنّيتك مرّتين ، حتّى لو أبطأتَ علَيَّ سألت اللّه أن يأتي بك .
وفي بعضها أ نّه جاء مرّتين و ردّه أنس لتوقّع أن يكون المطلوب من قومه ، كما اعتذر في الثالثة بعد عتاب النبيّ صلى الله عليه و آله له ، وهو كما نقول يقتضي أحبّيّته للّه ، فلا يكون تقدّم غيره عليه مرضيّا عند اللّه .

1.سورة النساء ، الآية ۹۵ .

الصفحه من 137