الاربعين في إثبات إمامة أمير المؤمنين (ع) - الصفحه 67

ورابع عشرها : أ نّه أخبر بزيادة حظّه التي لا يأتي بها سيّد النبيّين إلاّ لمن هو زائد في الدين ، فيكون هو في أعظم درجات المتّقين ، فلا يتقدّم عليه مَن سواه مِن المسلمين .
وخامس عشرها : أ نّه أشار . بعد الإخبار بسدّ أبواب غيره وفتح بابه ومروره جنبا فيه . إلى علّة الحكم من اللّه بسدّ الأبواب وفتح بابه ، وأ نّها طهارته من الأرجاس بآية من كتاب اللّه ، فيكون معصوما ، فلا يجوز تقدّم غيره عليه .
وسادس عشرها : أ نّه ادّعى نزول إمامته من السماء ، حيث ادّعى أنّ اللّه تمّم فضائله بآية القربى ، فلو لم تكن الإمامة له من اللّه ، لم يكن اللّه متمّما لفضائله بها ، فلا يجوز التقدّم لغيره؛ لقوله : «لا تقدّموا بين يدي اللّه و رسوله»۱.
وسابع عشرها : أ نّه مع الإشارة إلى نهاية جوده ، أشار إلى كمال حرصه في استفادة أسرار الدين ؛ إذ لا يناجي مثلُه إلاّ فيها رسولَ اللّه خاتم النبيّين .
وقد روى أحمد بإسناده عنه صلى الله عليه و آله ، أ نّه في غزاة الطائف دعاه فانتجاه فأطال نجواه ، حتّى كره قومُ من الصحابة ذلك وقالوا فيه ما قالوا ، فبلغه صلى الله عليه و آله فجمعهم ثمّ قال : أمّا إنّي ما انتجيته ولكنّ اللّه انتجاه .
فليت شعري كيف يرضى القوم بتأخّر خازن أسرار إله العالمين في إمامة المسلمين .
وثامن عشرها وتاسع عشرها : أ نّه بيّن بمباشرة تغميضه وغسله وتكفينه ودفنه لرسول اللّه صلى الله عليه و آله ، أ نّه كان أولى الناس به و بالقيام بأُموره التي منها تأدية ما كان عليه تبليغه إلى الرعيّة .
ولعلّه قَصَدَ الدلالة على هذا المعنى بما قد نقل عنه مرارا ، وأفاده من أ نّه آخر عهدا به ، إذ مِن المعلوم أنّ صاحبَ هذه الخصوصيّة مع ثبوت الأهليّة وكمال

1.سورة الحجرات ، الآية ۱ .

الصفحه من 137