الاربعين في إثبات إمامة أمير المؤمنين (ع) - الصفحه 81

الحديث الحادي عشر

۰.روى أبو نعيم في الحلية بإسناده عن أنس عنه صلى الله عليه و آله أ نّه قال :يا أنس ، أوّل من يدخل عليك من هذا الباب إمام المتّقين ، وسيّد المسلمين ، ويعسوب المؤمنين ، وخاتم الوصيّين ، وقائد الغرّ المحجّلين .
قال أنسُ : فقلت : اللهمّ اجعله رجلاً من الأنصار وكتمت دعوتي ، فجاء عليّ عليه السلام .
فقال صلى الله عليه و آله : من جاء يا أنس؟
فقلت : عليّ عليه السلام .
فقام رسول اللّه صلى الله عليه و آله مستبشرا فاعتنقه ، ثمّ جعل يمسح العرق من وجهه .
فقال : يا رسول اللّه ، لقد رأيت اليوم تصنع شيئا ما صنعته بي قبل !
قال : وما يمنعني وأنت تؤدّي عنّي ، وتُسمعهم صوتي ، وتبيّن لهم ما اختلفوا فيه بعدى ۱ .

بيان :

لا يخفى تكرّر هذه الألقاب له عليه السلام في رواياتهم ، وفيها دلالة على المقصود ؛ فإنّ الجمع المعرّف يقيد العموم ، لا سيّما في المقام الخطابيّ ، وعند عدم ما يدلّ على العهد ، فيكون هو عليه السلام إماما لكلّ متّقي ، وسيّدا لكلّ مسلمٍ ، ويعسوبا لكلّ مؤمنٍ ، وهكذا .
فيدخل الثلاثة المتقدّمون فيمن هو سيّدهم وإمامهم ، على تقدير ثبوت التقوى والإسلام والإيمان لهم ، فكيف يجوز تقدّمهم عليه .
ثمّ إنّ آخِر الخبر لصراحته في المطلوب ، لا يحتاج إلى البيان ، فلا نطيل الكتاب بالتعرّض لإيضاحه .
وسيجيء لنا الكلام في وصايته و استلزامها لخلافته عليه السلام ، فلا تكن من الغافلين .

1.حلية الأولياء ، ج ۱ ، ص ۶۳ .

الصفحه من 137