الاربعين في إثبات إمامة أمير المؤمنين (ع) - الصفحه 93

۰.روى أحمد في كتاب الفضائل :أنّ النبيّ صلى الله عليه و آله خطب يوم الجمعة فقال : أ يّها الناس ، قدّموا قريشا ولا تَقَدّموها ، وتَعَلّموا منها ولا تُعَلّموها ، قوّة رجل من قريش تعدل قوّة رجلين من غيرهم ، أ يّها الناس ، أوصيكم بحبّ ذي قرباها أخي وابن عمّي عليّ بن أبي طالب ، لا يحبّه إلاّ مؤمن ، ولا يبغضه إلاّ منافق ، من أحبّه فقد أحبّني ، ومن أبغضه فقد أبغضني ، ومن أبغضني عذّبه اللّه في النار ۱ .

بيان :

إيلاء الوصيّة في حقّه بعد توصيفه بالاُخوّة والقرابة القريبة لبيان فضل قريش ، ينادي بأعلى صوت بأ نّه أفضل ممّن صحّ انتسابه إليهم ، وهم ممّن يجب تقديمهم وتقدّمهم على من عداهم ، فلايجوز تقدّم غيره عليه وإن ثبت أ نّه منهم .
هذا ، مع أنّ في الكلام تصريح بالمقصود من ذي القربى في قوله : «وآت ذا القربى حقّه»۲ ، ودلالة على أنّ المراد بإيتاء حقّه تقديمه و التعلّم منه .
يصرّح بما ذكرناه جميعا سياق قوله سبحانه : «أم يحسدون الناس على ما آتاهم اللّه من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما»۳ فإنّ المعنى . على ما يشهد به العقل الصريح ويدلّ عليه الخبر الصحيح . هو أ نّهم إنّما يحسدون على الناس الكُمَّل ، وهم عليّ والأئمّة من ولده ، ويؤخّرونهم عن مرتبتهم الخاصّة بهم، بسبب ما آتيناهم من الكتاب والحكمة والملك العظيم الذي لا زوال له.
وإنّما عبّر عنهم بآل إبراهيم بعد التعبير عنهم بالناس ، للدلالة على استحقاقهم الإعطاء ، لشرف أصلهم ونسبهم بعد الدلالة على استحقاقهم بشرف حسبهم ،

1.كنز العمال ، ج ۱۴ ، ص ۸۱ ؛ العمدة ، ص ۲۷۱ ، بحار الأنوار ، ج ۳۶ ، ص ۸۴ .

2.سورة الإسراء ، الآية ۲۶۰ .

3.سورة النساء ، الآية ۵۴ .

الصفحه من 137