ترجمة السيّد عبد اللّه‏ شبَّر - الصفحه 499

بسم الله الرّحمن الرّحيم
الحمد للّه ربّ العالمين، الّذي رفع قدر العلماء إلى أعلى علّيين، وفضّل مدادهم على دم المستشهدين، وجعلهم نوّاب الأئمة الطاهرين، وخفض من شكّ في فضلهم إلى تحت الثرى، وجعل مَن عظّم قدرهم معهم في الرفيق الأعلى، والصلاة والسلام على رسوله ونبيّه وحبيبه وصفيّه وخليله محمّد خاتم النبيّين، وسيّد الأوّلين والآخرين، وعلى ابن عمّه ووصيّه ووارث علمه عليّ بن أبي طالب أمير المؤمنين وسيّد الوصيين، وعلى قرّة عيني الرسول فاطمة الزهراء البتول، وعلى سبطيهما الحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنّة من الخلق أجمعين، وعلى الأئمّة الطاهرين والحجج الميامين إلى يوم الدين.
وبعد : فإنّ أحقّ ما أودع في الطروس وتوجّهت إليه النفوس من فنّ التواريخ المحفوظة والسير الملحوظة، تواريخ العلماء الأعلام والفضلاء الفخام؛ إذ عليهم مدار العالم من مبدأ نشوء آدم إلى يوم الحشر والحساب، وهم الهداة إلى طريق الحقّ والصواب، والأدلّة على ما ينجي من العقاب، فكان الواجب على الخلق حفظ تواريخهم وضبط مواليدهم ووفاتهم ونشر سيرتهم ؛ ليكون ذلك تذكرةً على ممرّ الأعصار ووسيلةً إلى وقوف من يأتي على ما يتعلّق بهم من محاسن الأخبار، وذريعة إجرائهم على خاطر داعٍ لهم ومترحّم عليهم بجميل الآثار.
وكان أحقّ من نظم في عقد هذا الشأن، ومن نوّه بذكره من أفاضل هذا الزمان، بيان أحوال عَلَم العلم الذي لا تباريه الأعلام، والبالغ فيما حواه من الفضائل والفواضل إلى أعلا مقام الإمام، الذي تصدّر محراب العلم والإمامة، والهمام الذي تسنّم صهوة جموح الفضل فمَلِك زمامَه ، الرافع للعلوم أرفع راية ، والجامع بين الرواية والدراية ، من

الصفحه من 521