ترجمة السيّد عبد اللّه‏ شبَّر - الصفحه 501

والمقبل إلى كلّ عمل يرفع القدر عند ربّ البرية، المبجّل لدى العلماء الأعلام، والمشهور بالفضل لدى الخاصّ والعامّ، والكريم السخي الذي جود كفّه بارئ السحاب، والمحبوب عند سائر اُولي الألباب، المبرّز على كلّ أهل الفضل في زمانه، ومجتهد عصره وفريد أوانه، المتواضع للصغير والكبير، والمعظّم لدى الجليل والحقير، من عبقت منه رائحة النبوّة والإمامة، وإنّه فرع دوحة من ظلّلته الغمامة، المستجاب في الاستسقاءات وأكرم مبتهل عند ربّ الأرضين والسماوات، أجلّ كافّة السادات والأشراف ومن لا يستطاع ذكر مزاياه وما حاز من المكرمات والأوصاف.
يقول الأقلّ المحبّ المعلوم بالسيّد محمّد خلف المرحوم السيّد معصوم، محرّر هذه الكلمات: هو أنّه قد شاهدتُ له فضيلةً تفوق الفضائل، وهي ذات سنة مجدبة من السنين أمر الوالي سعيد پاشا جميع أهل بغداد أن يصوموا ثلاثة [أيّام] ۱ ويخرجوا للاستسقاء وطلب المطر، ففعلوا ذلك وخرجوا وكان بعض السحاب في الجوّ، فلما دعوا انجلى السحاب وأشمست وحجبوا ورجعوا في خيبة وخجل، وأمر السيّد المؤمى إليه ـ قدّس اللّه سرّه، ونوّر ضريحه ـ أهل بلد الكاظمين بالصيام ثلاثة [أيّام ]فصاموا وخرج مع جميع أهل البلد إلى مسجد براثا حافي الأقدام مبتهلاً إلى اللّه تعالى، ولم يركب دابّة مع أنّه عاجز عن المسير حيث إنّه كان بديناً جسيماً حتّى دخل المسجد المذكور، وصلّى ودعا وبكى، فما أتمّ دعاءه حتى انسدّ الفضاء بالسحاب وأرعدت وأبرقت وصبّت مطراً سقت جميع أراضي العراق من نواحي بغداد وغيرها، وهدّمت كثيراً من دُور أهل بغداد حتى خشي ۲ الناسُ الغرقَ ، ورجعنا بخدمته إلى البلاد نخوض الماء ، ۳ [ذاك] سيّدنا الأبهر السيّد محمّد رضا شبّر الحسيني قدّس [اللّه ]روحيهما، وجعل في أعلى علّيين مقاميهما بمحمّد وآله الطاهرين.
وهذا أوان الشروع في أحوال سيّدنا ومولانا الحليم الأوّاه المتقدّم ذكره السيّد عبد اللّه فنقول: إنّا رتّبنا لذلك مقدّمةً وفصولاً وخاتمة.

1.من نسخة «م».

2.في النسختين: «خشيت».

3.في نسخة «ش»: «خوض»؟ بدل: «نخوض الماء».

الصفحه من 521