ترجمة السيّد عبد اللّه‏ شبَّر - الصفحه 503

بأحسن قيام على أحسن نظام، وقضاء حوائج المحتاجين بأتمّ قيام، مضافاً إلى مكارم أخلاق هي ألطف من ماء الغمام، وأحلى من ورد جنيّ هبَّ عليه نسيمُ السحر فتفتّحت منه الأكمام.
أمّا الفقه فقد كان قطب مداره وفلك شموسه وأقماره، وكان هَوَى ۱ نجم سعوده في داره، صنّف فيه فأجاد وبلغ بذلك غاية المراد، وناهيك بشرح المفاتيح الكبير الذي لم يسمح الزمان بمثاله، ولم ينسج ناسج على منواله.
وأمّا الحديث فقد مدّ فيه باعاً طويلاً، وذلّل ۲ صعابَ معانيه تذليلاً، وشعشع القول فيه و روّعه، ومدَّ في ميدان الإعجاز مطلقه ، حتى ۳ صار نصب عينيه عياناً، وجعل للسالكين في طرقه تبياناً، وناهيك بـ جامع الأحكام الذي حوى جميع أخبار أهل البيت ـ عليهم أفضل الصلاة والسلام ـ فإنّه كتاب غريب على طرزٍ عجيب يستغني به من كان عنده عن جميع كتب الأخبار ، وقد اشتهر اشتهار الشمس في رابعة النهار . ولكثرة ما صنّف وألّف سيّدنا المذكور قد اشتهر في زماننا بالمجلسي الثاني، وقد بلغ ـ عطّر اللّه مرقده ـ بسبب كثرة ممارسته الأخبار وشدّة تعلّقه بملاحظة الآثار أنّ جماعة من وجوه أهل عصره ونبذة ۴ من المرتقين إلى أعلى مراتب الفضل والكمال من أهل مصره ۵ وغير مصره كانوا يمتحنونه بقراءة متن الرواية ويقطعون السند وهو قدس سرهيُسندها إلى قائلها من آل بيت محمّد صلى الله عليه و آله وقد تكرّر ذلك منه ومنهم حتى تجاوز حدّ الإحصاء ، وبلغ مبلغاً لا يأت له الانتهاء، فكان ذلك يعظم على اُولئك العلماء الأعلام حتى استقرّت نفوسهم وأيقنوا بأنّ ذلك لا يكون إلاّ كرامةً له أتحفه بها المليك العلاّم. ولقد نقل أنّه ذكر عند المجلسي أنّ العلاّمة [الحلّي ]ـ طاب ثراه ـ حسبت تصانيفه من يوم ولادته إلى حين وفاته فكانت كلّ يوم كرّاساً مضافاً إلى ما كان عليه من مكارم الأخلاق

1.هَوَى: سقط.

2.«ش» : «ذلّلت».

3.«م» : «وحتّى».

4.«م» : «جملة».

5.«م» : «عصره».

الصفحه من 521