ترجمة السيّد عبد اللّه‏ شبَّر - الصفحه 504

وقضاء الحوائج ومراجعة الملوك وغير ذلك ، فقال العلاّمة المجلسي رحمه الله : ونحن بحمد اللّه لا تقصر تصانيفنا عن ذلك.
وسيّدنا المذكور إذا تأمّلتَ في تصانيفه تراها لا تقصر عن ذلك مضافاً إلى عبادته ومخالطته للناس وقيامه بمطالبهم وفصل دعاويهم وعيادة مرضاهم وحضور جنائزهم ومراجعة الملوك لِما يتعلّق بمصالحهم، فهو آية من آيات اللّه للعباد وهادياً لهم إلى طريق الرشاد، ولقد كان يجلس في المجلس العامّ ويصنّف والناس جالسون عنده وهو يلاطفهم ويكلّمهم كلاًّ ۱ بما يليق بحاله، وتأتي في خلال ذلك الدعاوي فيفصلها ويقضي بها على وفق إرادة اللّه تعالى ، كلّ ذلك لا يشغله عن التصنيف والتأليف ، وهذا من الكرامات الظاهرة والآيات الباهرة.
وأمّا علوم القرآن العزيز وتفاسيره من الوسيط ۲ والوجيز فقد حصّل فيها ۳ على فوائده ، وخاضها وعرّف حقائقها ومجازها ، وعلم بطالتها وإيجازها.
وأمّا علم المعقول فقد أتى فيه من الإبداع ما أراد ، و فاق فيه الفضلاء والأمجاد، إن تكلّم في علم الأوائل بهج الأذهان والألباب ، وولج منها كلّ باب.
وأمّا علم الرجال فقد سبق فيه المصنّفين في هذا المقال.
وأمّا الدعاء فقد كتب فيه المختصرات والمطوّلات.
وأمّا اللغة فقد كتب فيها ۴ فأحسن وحقّق فأتقن، وله فيها عجيبة في فنّها غريبة.
وأمّا الأخلاق فقد صنّف فيه ما ينبغي أن يكتب على الأحداق لا في بطون الأوراق.
وأمّا العرفان فقد كان له فيه شأن وأيّ شأن! ولقد اشتمل على فضيلة جميلة ومَنقَبَةٍ جليلة تفرّد بها عن أبناء جنسه ، وحباه اللّه بها تزكيةً لنفسه، وهي أنّه من المعلوم البيّن أنّ العلماء لم يقدروا على أن يروّجوا اُمور العلم ويفرّغوه في قالب التصنيف والترصيف ، حتى يتّفق لهم مَن يقوم بجميع المهمّات ، ويكفيهم كلّ ما يحتاجون إليه من التعلّقات ؛

1.«م» : «كلّ».

2.«ش» : «البسيط».

3.«م»: «فيهم».

4.«م» : «فيه».

الصفحه من 521