ترجمة السيّد عبد اللّه‏ شبَّر - الصفحه 518

مضافاً إلى ما ذكرنا من مصالحه العامّة التي منها أنّ سلطان الفرس توجّه نحو العراق ، وأراد أن يدمّر العراق وأهله ، فخرج إليه سيّدنا المذكور ، وأرجعه بحسن التدبير ، وحَقَن الدماء ، وحفظ الأموال ، وآمن روعة الناس.
وهذه بعض قضاياه ونزر قليل من سجاياه ـ طاب ثراه بمحمّد وآله ـ .

[الخاتمة]

أمّا الخاتمة ففي بيان حال وفاته
توفّي رحمه الله في مشهد ۱ الكاظمي في رجب في ليلة الخميس بعد مضيّ ستّ ساعات من الليل، ولا يحضرني المقدار من الشهر ، ولمّا أصبح الصباح ماجت بلد الكاظمين بأسرها ، وأتى ۲ أهل بغداد من الجانبين ، وكثر الصراخ والبكاء والضجيج، وكان يوماً عظيماً مشهوداً ، وحُمل على الأعناق إلى أن اُدخل على الإمامين الهمامين موسى والجواد، وصلّى عليه ولده المؤتمن السيّد حسن ، ودفن بالحجرة كما ذكرناه سابقاً، وصار الناس يومئذ في وحشة عظيمة لما فاتهم من التشرّف برؤياه والاكتحال بالنظر إلى محياه، وانهزم جملة من التجّار في ذلك اليوم خوفاً من حاكم البلد ؛ لأنّه ـ طاب ثراه ـ كان حصناً مانعاً (لهم) ۳ ، وقدّم العلماء ولده الأمين المؤتمن السيّد حسن المتقدّم ذكره للصلاة في مسجده وصلّوا خلفه وجلس رحمه الله وصنع ۴ له في النجف الأشرف شيخ المشايخ الجلّة، رئيس المذهب والملّة، خاتمة المجتهدين وبقيّة المدقّقين وكعبة المحقّقين، حافظ الشريعة المحمّدية من شبهات الجاهلين وعوارض المدلّسين، مربّي المشتغلين والنائب عن الأئمّة الطاهرين، حجّة الإسلام ومرجع الخاصّ والعامّ، صاحب جواهر الكلام الذي لم

1.«ش» : «المشهد».

2.«م» : «وافى».

3.من نسخة «م» .

4. له فاتحة عظيمة حضرها الناس جميعاً، وصنع و . «ش» : «ووضع».

الصفحه من 521