التحفة العلويّة - الصفحه 213

والتوحيد الصفاتي ، والتوحيد الفعلي ، والتوحيد العبادتي .
فالتوحيد الذاتي ، وهو الجزء الخفيّ المختفي في العرش الحقّي النطقي الحرفي : «لا إله إلاّ اللّه » .
والتوحيد الصفاتي ، فيه : «محمّد رسول اللّه صلى الله عليه و آله » .
والتوحيد الفعلي : «عليّ وليّ اللّه عليه السلام وأولاده المعصومين عليهم السلام حجج اللّه » .
والتوحيد العبادتي : «نحن و شيعتنا المؤمنون حقّاً» .
فافهم افهم افهم ؛ فكان الأركان الأربعة العرشيّة التكوينيّة المجاليّ للتوحيد الكونيّة الخفيّة ، وكذلك الأجزاء الأربعة للتسبيحات الأربعة المجاليّ للتوحيد الذكريّة الحقّيّة ـ لا يتمّ بعضها إلاّ بانضمام بعضٍ انضمام تسبيب وإشراط ، كذلك تلك المراتب الأربعة للتوحيد القوليّة النطقيّة لا يتمّ بعضها إلاّ بانضمام بعض .
ولهذا ورد أنّ علماء النيشابور لمّا استقبلوا الرضا ـ عليه وعلى آبائه وأولاده التحيّة والثناء ـ سألوه أن يعظهم ۱ ، فقال عليه السلام : عن أبي موسى الكاظم ، عن أبيه جعفر الصادق ، عن أبيه محمّد الباقر ، عن أبيه عليّ بن الحسين ، عن أبيه حسين بن علي ، عن جدّي رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، عن جبرئيل عليه السلام ، عن ميكائيل ، عن إسرافيل ، عن اللوح المحفوظ ، عن اللّه ـ سبحانه وتعالى وتقدّس ـ أنّ : «من قال : لا إله إلاّ اللّه دخل الجنّة» ، فلمّا انصرفوا عنه عليه السلام ناداهم : «بشرطها وشروطها ، وأنا من شروطها»۲.
أقول : وكذلك باقي الأجزاء ؛ فإنّ هذا الكلام عن هذا الإمام عليه السلام إنّما هو تمثيل وتبجيل ۳ لهذا الشرط الواحد المذكور من جهة أنّه عليه السلام علم أنّه علماء نيشابور في الولاية يفتنون ، وفيها يضلّ المضلّون ؛ فافهم ، ولا تكن من الغافلين أنّك وأصحابك إنس من الإنسيّين . اللّهمّ اجعلنا من أصحابهم يا أرحم الراحمين ، ويا مجيب دعوة

1.في المخطوطة : يوعظهم .

2.راجع : عيون الأخبار ، ج ۴ ، ص ۲۰ ؛ معاني الأخبار ، ص ۳۷۰ ، ح۱ ؛ التوحيد ، ص ۲۵ ، ح۲۳ ؛ المناقب ، ج ۳ ، ص ۱۰۱ ؛ روضة الواعظين ، ج ۱ ، ص ۴۲ ؛ و . . .

3.التبجيل : أي التعظيم . لسان العرب ، ج ۱۱ ، ص ۴۴ .

الصفحه من 230