التحفة العلويّة - الصفحه 225

كذلك عند النزول وحدوث العناصر ، لكنّهما في الحقيقة واحد ؛ لأنّ بهما تمام العناصر . ثمّ أدار اللّه تعالى الفلك بما فيه دورة وثانية لسؤال القوابل ذلك فتولّد المعدن ، فهذان دوران ، ثمّ دار العناصر الدائرة فيها في المعادن فتولّد النبات وهذا ثلاث ، ثمّ أدار النبات بما فيه من دوران العناصر الدائرة بالطبائع فحدث الحيوان فتولّد ، فحينئذ [حصلت] أدوار الأربعة ، فلمّا تمّ ذكرٌ من الطبائع والعناصر جعلها أصلاً ومنشأً لكلّ من المولّدات الثلاثة في العوالم الغيبيّة والشهوديّة كلّ بحسبه ، والأجزاء الثلاثة الظاهرة لك أيضاً كما أشرنا إليه من ذي قبل ؛ فإنّ لكلّ من الأجزاء الثلاثة والعوالم الغيبيّة والشهوديّة طبائع وعناصر ومعادن ونبات وحيوان كما أخبر به صاحب الشريعة عليه السلام ، ودلّ عليه الاعتبار أيضاً .
ومعلوم أنّ كلّ واحد من تلك المذكورات كثافة ولطافة وبقاء وزوال وغير ذلك مختلفة بحسب اختلاف عوالمها من الأقطاب والأفلاك والأراضي ، لكن في الإنسان زيدت مع ذلك اُموراً أخيراً ، وفيه من الأفلاك التسعة والأرض الأوّل وتلك عشرة ، أو من الأراضي التسعة والسماء الأوّل تلك عشرة أيضاً ، حصص نسمّي كلّ حصّة بالقبضة .
وبيان ذلك المجمل بالإجمال وهو : أنّ للّه سبحانه يمين وشمال ، وكلتا يداه يمين ؛ الاُولى لأصحاب الجنّة ، والاُخرى لأصحاب النار ؛ فالقبضات العشرة لأصحاب الجنّة هي قبضة من محدود جهات وهو العرش منها قلبه ، وقبضة من الكرسي منها صدره من فلك زحل منها عقله ، وقبضة من فلك المشتري منها علمه ، وقبضة من فلك المرّيخ منها وهمه ، وقبضة من فلك الشمس منها وجوده الثاني ، وقبضة من فلك الزهرة منها خياله ، وقبضة من فلك العطارد منها فكره ، وقبضة من فلك القمر منها حياته ، وقبض من أرض الدنيا منها جسده .
وأمّا أصحاب النار فقبض له قبضة من الحوت ۱ وهو بهموت منها قلبه ، وقبضة من الثرى منها صدره ، وقبضة من الأرض السابعة منها دماغه ويعبّر عنه بالنكراء في الأخبار إحياناً بالشيطنة اُخرى ، وتلك الأرض أرض الشقاوة ، وقبضة من الأرض

1.الحوت : برج في السماء ، وقيل : برج من الاثني عشر وهو آخرها . راجع : العين ، ج ۳ ، ص ۲۸۲ ؛ لسان العرب ، ج ۲ ، ص ۲۷ ؛ مجمع البحرين ، ج ۲ ، ص ۱۹۸ .

الصفحه من 230