الفوائد الرجالية - الصفحه 301

كلام مع جدّنا العلاّمة

أقول : وفيه نظر ؛
أمّا أوّلاً : قوله : «ضرورة أنّ كلّ ذي مذهب إنّما يصير إليه لاعتقاد حقّيّته بل انحصار الحقّ فيه» ففيه ما لا يخفى ؛ فإنّ كثيراً من الناس توسعةً في المشتهيات ينتحلون المذاهب الفاسدة مع علمهم بحقيّة خلافه ، كما ربّما حكى صاحب رياض العلماء ۱ أنّ صاحب نواقض الروافض عند شدّة المرض وحالة الاحتضار قال ما حاصله على ما ببالي :
إنّ ما فعلته من ترويج مذهب السنّة والجماعة وتخريب مذهب الروافض والشيعة إنّما هو لوصول التقرّب عند السلطان .
وأمّا ثانياً : قوله : إنّ خصوص الفسق لا يصدق إلاّ مع الخروج عن طاعة اللّه مع اعتقاد أنّه خروج فالظاهر منه تسليم عدم صدق الفاسق في الآية على الكافر ، بل صرّح به / 31 / في ذيل كلامه المزبور حيث قال :
وإنّ قلت: لو كان الأمر كذلك ، ينبغي أن لا يَصدق الفاسق على الكفرة وأرباب المذاهب الفاسدة .
قلنا : سلّمنا ذلك ، ولا محذور فيه ؛ فإنهم كفّار لا فسّاق ، ولكنّه ليس بالوجه ؛ حيث إنّ المقصود بالفاسق في الآية هو المعنى اللغوي دون المصطلح عند الفقهاء ، وهو أعمّ من الكافر كما عرفت سابقا .
الثاني : الصحيح المروي في رجال الكشي من إبراهيم بن أبي البلاد قال : كنت أقود أبي ـ فقد كان كُفَّ بصره ـ حتّى صرنا إلى حلقة فيها أبان الأحمر ، فقال لي : عمّن تحدِّث ؟ قلت : عن أبي عبد اللّه عليه السلام . فقال : ويحه! سمعت أبا عبد اللّه عليه السلام يقول : أما إنّ منكم الكذّابين ، ومن غيركم المكذّبين ۲ .
وجه الدلالة على القدح أنّ الضمير في «قال» يعود إلى إبراهيم ، وفي «ويحه» إلى أبان ، ويكون إبراهيم قال ذلك مخاطبا إلى أهل الحلقة : «منكم الكذّابين» ، أي من أهل الكوفة ، ويكون المراد من الكذّابين أرباب المذاهب الفاسدة من الغلاة

1.رياض العلماء ، ج۵ ص۴۸۶ و ۴۹۲ .

2.رجال الكشّي ، ج۲ ، ص۶۴۰ .

الصفحه من 490