الفوائد الرجالية - الصفحه 355

ولا استبعاد للقول ۱ بتقديم قول الكشّي عن شيخنا البهائي والطريحي فهو أيضاً فاسد ؛ لأنّهما لو اطّلعا على كلام النجاشي لذكراه وذكرا ضعفه ، فعدم ذكر كلامه يرشد إلى عدم الاطّلاع عليه ، بل على هذا المنوال الحال في غالب موارد اختيار أحد القولين في جميع الفنون غير المتون ، مع أنّه كثيراً مّا يذكر فيها الخلاف .
ثمّ إنّه يقع التعارض كثيراً مّا بين قول الشيخ والنجاشي في ذكر الشخص في الاتّحاد والتعدّد ، فحينئذٍ إنّما يقدّم الأوّل على الثاني أم لا ؟
أقول : يمكن استفادة الحكم فيه بما مرّ ، وهو الظاهر من العلاّمة فيما صنعه في القاساني ، قال :
علي بن محمّد القاساني أصفهاني من ولد زياد مولى عبيد اللّه بن عبّاس من آل خالد بن الأزهر فهو ضعيف . قال الشيخ : «إنّه من أصحاب أبي جعفر الثاني الجواد عليه السلام » ثمّ قال : «علي بن شيرة ـ بالشين المعجمة المكسورة والياء الساكنة المنقّطة تحتها نقطتين والراء ـ ثقة من أصحاب الجواد عليه السلام » ـ قال : ـ والظاهر أنّهما واحد ؛ لأنّ النجاشي قال : «علي بن محمّد بن شيرة القاساني أبوالحسن ، كان فقيهاً مكثراً من الحديث فاضلاً ، غمز عليه أحمد بن محمّد بن عيسى وذكر أنّه سمع منه مذاهب منكرة ، وليس في كتبه ما يدلّ على ذلك» ۲ انتهى .
وفيه اُمور لا يخفى على من نظر كتاب الشيخ في الترجمة المذكورة .
وليعلم سموّ مرتبة هذه الفائدة ؛ فإنّ فيها لعمري فوائد غفيرة عَمَّت بها البلوى وعوائد كثيرة كثرت بها الجدوى .

1.في المخطوطة : القول .

2.خلاصة الأقوال ، ص۲۶۴ ، الرقم ۶ .

الصفحه من 490