الفوائد الرجالية - الصفحه 371

الرابع : أنّ رجال الطرق من باب مشايخ الإجازة ، ومشايخ الإجازة لا يحتاجون إلى التوثيق ؛ فإنّ مجرّد شيخوخة الإجازة يدلّ على الوثاقة ، فيكون كلّ من رجال تلك الطرق من الثقات والعدول ؛ بناءً على القول / 57 / بدلالة مشايخ الإجازة على الوثاقة كما هو مذهب جماعة .
الخامس : أنّه قد اتّفق تزكية الشهيد الثاني في الدراية لهم على سبيل العموم في بحث العدالة ، قال :
وتعرف العدالة المعتبرة في الراوي بتنصيص عدلين عليها ، أو بالاستفاضة بأن تشتهر عدالته بين أهل النقل وغيرهم من أهل العلم كمشايخنا السالفين من عصر الشيخ محمّد بن يعقوب الكليني وما بعده إلى زماننا هذا ؛ فإنّه لا يحتاج أحد من هؤلاء المشايخ المشهورين إلى تنصيص تزكية وتنبيه على عدالةٍ ؛ لما اشتهر في كلّ عصر من ثقتهم وضبطهم وورعهم زيادةً على العدالة ، وإنّما يتوقّف على التزكية غير هؤلاء من الرواة الذين لم يشتهروا كذلك ككثير ممّن سبق على هؤلاء ، وهم طرق الأحاديث المدوّنة في الكتب غالباً . ۱ هذا كلامه .
وأنت خبير بشمول هذه التزكية الوافية من مثل الشهيد من أهل الدراية لمشايخ الكليني الذين هم عاصروه وأخذ هو عنهم بلا واسطة ، وكذا جميع طبقات مشايخ الشيخين الآخرين ؛ لحيلولتهم كلاًّ بين العصرين .
وأورد عليه المحقّق المذكور بأنّ كون جميع رجال جميع طريق الشيخين من المشايخ المشهورين غير ثابت ، والتزكية من الشهيد إنّما وقعت على المشايخ المشهورين ، فلا تكفي تزكية الشهيدية في وثاقة جميع رجال جميع طرق الشيخين .
وفيه نظر ؛ فإنّ مقصود الشهيد ـ أعلى اللّه مقامه ـ أنّ كلاًّ من مشايخ الإجازة لا يحتاجون إلى تنصيص على التزكية وتنبيه على العدالة ؛ لاشتهارهم في كلّ عصر من ثقتهم و ضبطهم ، كما حكى العلاّمة البهبهاني ۲ عن الشيخ سليمان البحراني أنّ مشايخ

1.الرعاية ، ص۱۹۲ ـ ۱۹۳ .

2.الفوائد الرجالية للبهبهاني ، ص۴۵ .

الصفحه من 490