الفوائد الرجالية - الصفحه 443

نعم ، إنّه [ ذكر ] العلاّمة البهبهاني به حكاية الاستفادة .
أقول : وكذلك عمل في جابر بن يزيد و عبد اللّه بن أيّوب بن راشد وظفر بن حمدون وغيرهم ، وفي إدريس بن زياد ربما يظهر منه مقاومة جرحه لتعديل النجاشي . وكذا في الحسين بن شاذويه قال : وبالجملة من تتبّع الخلاصة بل والنجاشي وجدهما يقبلان قوله مطلقا ، لا في خصوص صورة المرجّح أو عدم المعارض كسائر المشايخ ، ومن تتبع كلام جش وجده كثير الاعتماد عليه عظيم الاعتقاد به .
وربما يظهر من الشهيد الثاني في حواشي الخلاصة الاعتماد على جرحه ، حيث إنّه ـ بعد ما حكى العلاّمة عن النجاشي توثيق الصنعاني قال : «وقال ابن الغضائري : ضعيف عندي والأرجح قبول روايته» ۱ ـ أورد عليه بأنّ «في ترجيح تعديله نظر ؛ أمّا أوّلاً فلتعارض الجرح والتعديل والأوّل مرجّح» ثمّ ساق الكلام . ۲
وممّا ذكرنا ظهر فساد ما ذكره الفاضل الخواجوئي من أنّ :
هذا من السيّد الداماد قدح عظيم في ابن الغضائري ؛ فإنّه يفيد أنّه كان في جرحه وتضعيفه بعيداً عن الحقّ مفرطاً في الظلم ، وكان يجرح سليماً ويقدح في بريء من غير تثبّت منه في حاله وتبيّن في مقاله . ۳
ثمّ بعد عدم التفاته إلى مدرك الكلام ذكر كلاماً لا ينبغي صدوره عنه ، حيث قال :
إنّ السيّد لمّا كان في الأكثر مسارعاً إلى التعديل مبادراً إلى التوثيق من غير اكتراث ومبالاة ، ولذلك وثّق السكوني والنوفلي ومَن يشاكلهما من العامّة ، وكان ابن الغضائري قد ضعّف أكثر من وثّقه ، نسب إليه ما نسب . ۴
وأورد عليه في المعارج بأنّ ما ذكر[ه] من أنّ ابن الغضائري قد جرح كثيرا من الثقات غير موجّه ؛ حيث إنّ من جرحه فهو عنده غير ثقة ، وإن أراد أنّه ثقة عند غيره فهو غير قادح ، وليس هذا مختصّا بابن الغضائري ، بل النجاشي قد جرح كثيرا من الثقات بهذا

1.نفس المصدر ، ص۵۱ ، رقم ۱۵ .

2.رسائل الشهيد الثاني ، ج۲ ، ص۸۹۴ .

3.الفوائد الرجالية للخواجوئي ، ص۳۰۷ نقلاً عن سماء المقال ، ج۱ ، ص۵۴ .

4.نفس المصدر .

الصفحه من 490