بن بشير ، 1 وترجمة الكشّي 2 وغيرها ممّا لا يحصى كثرة .
ـ قال : ـ بل لم أجد إلى الآن استعمال الغلام في كتب الرجال في غير التلميذ ، ويظهر ذلك من كتب الرجال ؛ ففي كشف الغمّة 3 في جملة حديث : فدعا أبو الحسن عليه السلام بعليّ بن أبي حمزة البطائني ـ وكان تلميذاً لأبي بصير ـ فجعل يوصيه ـ إلى أن قال : أنا أصحبه منذ حين ، ثمّ يتخطاني بحوائجه إلى بعض غلماني .
وفي تفسير مجمع البيان 4 : الغلام للذَّكر أوّل ما يبلغ ـ إلى أن قال ـ مّ يستعمل في التلميذ فيقال : غلام ، وغلب هذا . انتهى .
ومن العجيب ما في المحكيّ عن مقتضى صريح نجل صاحب المعالم 5 من عدم استعمال الغلام في التلميذ في الرجال ، وذكر بعض أصحابنا نقلاً أنّه قد يتوهّم أنّ المراد به العبد ، وهو خلط للغتين العربيّة والعجميّة ، وإلاّ فلم نقف فيما عندنا من كتب اللغة على مثل هذا المعنى حتّى في مثل القاموس ، والظاهر أنّ المراد به التلميذ .
وفيه : أنّه وإن أصاب في الذيل ولكنّه على الخلاف جرى في الخلاف ؛ لكثرة وقوع الغلام في الأخبار بمعنى العبد ، ومن ذلك ما عن سيّد الشهداء ـ عليه سلام اللّه إلى يوم الجزاء ـ أنّه دخل المستراح فوجد لقمة ملقاة فدفعها إلى غلام له فقال : يا غلام ، اُذكرني بهذه اللقمة إذا خرجت ، فأكلها الغلام ، فلمّا خرج الحسين بن علي عليهماالسلامقال : يا غلام ، أين اللقمة ؟ قال : أكلتها يا مولاي . قال : أنت حرٌّ لوجه اللّه الحديث . 6
ومنه أيضاً ما روي عن سيّد الشهداء ـ سلام اللّه عليه ـ أيضاً أنّه جنى غلام له جناية توجب العقاب عليه ، فأمر أن يضرب ، فقال : يا مولاي « الْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ » قال : خلّوا عنه . فقال : يا مولاي « وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ » . قال : قد عفوت عنك . قال : يا مولاي « وَاللّهُ يُحِبُّ
1.رجال النجاشي ، ص۳۹۴ ، رقم ۱۰۵۳ .
2.رجال الطوسي ، ص۴۹۷ ، رقم ۳۸ .
3.كشف الغمّة ، ج۲ ، ص۲۴۹ .
4.مجمع البيان ، ج۶ ، ص۵۰۴ .
5.نقله في سماء المقال ، ج۲ ، ص۲۷۲ عن المحقّق الشيخ محمّد ابن صاحب المعالم .
6.عيون أخبار الرضا ، ج۱ ، ص۴۷ ، ح ۱۵۴ .