من آثار العقيدة السلفيّة و الالتزام بالحشو - الصفحه 6

فأثر العقيدة في العمل من أوضح الأمور، وأكثرها ضرورةً، ويتجلّى هذا في تصرّفات أتباع مختلف الأديان والمذاهب، سواء الإلهيّة، أم الوضعية؟.
وأقرب مثال لذلك في الفرق الإسلاميّة المعاصرة، واًكثرها ابتلاءً في عالم اليوم، هي العقيدة السلفيّة المتمثّلة بالحشويّة، التي عرفنا عنها - تاريخاً وعقائد - في حلقتين سابقتين في هذه المجلّة الموقّرة ۱
إنّ ما التزمته السلفيّة الحَشْوِيَّة أدّى بها إلى الابتعاد عن روح الإسلام وأهدافه عقيدةً وشريعةً.
فقد بنت عقيدتها على الظنون والأوهام، إذ نفتْ حجّية العقل وملتزَماته، كما رأينا .
واعتمدوا في ملتزَماتهم العقيديّة، التي هي اُصول الدين على أخبار الآحاد التي لاتتجاوز الظنّ، الذي لايغني عن الحقّ شيئاً.
غافلين عن أنّ مؤدّى الخبر الواحد - مهما كان - لايُنتج عقد القلب عليه، ما دام الاحتمال متطرّقاً إليه؛ لعدم كونه يقينيّاً، ولايقطع الخلاف عنه، ونفي ذلك منافٍ للوجدان.
وأمّا الالتزام بالتعبّد في أمثاله، فهو من الدور الباطل بإجماع العقلاء، حيث لم يمكن التعبّد بما لم يتم إثبات وجوده، ولا الاقتناع به .
وهذا هو دليل القائلين بلزوم القناعة اليقينيّة في أُمور العقيدة الاُصوليّة، كما هو مشروحٌ في موضعه من علم الكلام.
لكن الحَشْوِيَّة السلفيّة أعرضت عن كلّ هذا، بل اعتبرت علم الكلام باطلاً، وحاربته بشدّة.
وإذا لم تكن التزامات المسلم عن عقيدةٍ قطعيّةٍ، وإنّما هي عن تعبّدٍ وخبرٍ،

1.لاحظ: العدد (۷) الصفحات (۱۱ - ۶۵) بعنوان: الحشويّة نشأةً وتاريخاً، والعدد (۱۰) الصفحات (۷-۷۵) بعنوان الحشويّة آراء وملتزَمات.

الصفحه من 7