(وَقَدْ قَالَ اللّهُ) أي ولا يجوز الاستناد إلى ما قلت مع هذه الآية.
(«وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْما»۱فَإِذَا رَأَتْهُ الْأَبْصَارُ ، فَقَدْ أحَاطَ۲بِهِ الْعِلْمَ، وَوَقَعَتِ الْمَعْرِفَةُ) أي وقعت على ذاته تعالى.
(فَقَالَ أَبُو قُرَّةَ: فَتُكَذِّبُ) ؛ بشدّ المعجمة المكسورة.
(بِالرِّوَايَاتِ؟ فَقَالَ أَبُو الْحَسَنِ عليه السلام : إِذَا كَانَتِ الرِّوَايَاتُ مُخَالِفَةً لِلْقُرْآنِ، كَذَّبْتُهَا) . يُقال: كذّب به تكذيبا: إذا لم يؤمن به؛ وكذّبه تكذيبا: إذا أخبر أنّه كاذب. ففي كلام أبي قرّة إشارة إلى صدق الروايات، وفي كلامه عليه السلام تصريح بكذبها.
(وَمَا أَجْمَعَ الْمُسْلِمُونَ عَلَيْهِ) . عطف على القرآن.
(أَنَّهُ) أي من أنّه. ويمكن أن يكون «ما أجمع» مبتدأ و«أنّه» خبره.
(لَا يُحَاطُ بِهِ) . الظرف قائم مقام الفاعل.
(عِلْما) ؛ مفعول له، أو تمييز للفاعل المحذوف.
(وَ«لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ»۳وَ«لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىْ ءٌ»۴) . المعنى أنّ المسلمين ما أوّلوا هذه الآيات، بل أجمعوا على ظواهرها، أو أنّهم أجمعوا على أنّها من القرآن.
الثالث: (أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى، عَنْ عَلِيِّ بْنِ سَيْفٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدٍ، قَالَ: كَتَبْتُ إِلى أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا عليه السلام أَسْأَلُهُ عَنِ الرُّؤْيَةِ وَمَا تَرْوِيهِ الْعَامَّةُ) ؛ هو أنّ النبيّ صلى الله عليه و آله رآه ليلة المعراج ۵ ، وأنّ المؤمنين يرونه في الآخرة. ۶(وَالْخَاصَّةُ) ؛ هو أنّه لا يمكن رؤيته أصلاً.
1.الأنعام (۶) : ۱۰۳ .
2.طه (۲۰) : ۱۱۰ .
3.الشورى (۴۲) : ۱۱ .
4.في الكافي المطبوع : «أحاطت» .
5.حكاه الفخر الرازي في تفسيره ، ج ۲۵ ، ص ۱۸۶ بلفظ «قيل» .
6.حكاه ابن عبد البرّ في كتاب الانتقاء في فضائل الثلاثة الأئمّة الفقهاء ، ص ۸۲ عن الشافعي ، وحكاه الشهرستاني في الملل والنحل ، ج ۱ ، ص ۱۰۰ عن الأشاعرة .