الباب العاشر : بَابُ النَّهْيِ عَنِ الصِّفَةِ بِغَيْرِ مَا وَصَفَ بِهِ نَفْسَهُ تَعَالى ۱
فيه اثنا عشر حديثا.
«الصفة» مصدر قولك: وصفت فلانا: إذا بيّنته، سواء كان باسم جامد محض، مثل: هذا بلّور، أم بمشتقّ، نحو: هذا فاضل، أم بما يجري مجرى المشتقّ، مثل: هذا الذي ضرب زيدا.
«غير» هنا بمعنى المنافي، نحو آية سورة النساء: «بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِى تَقُولُ» . ۲
و«ما» الموصولة للعهد أو للجنس. وعلى الأوّل عبارة عن نحو قوله تعالى: «لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىْ ءٌ»۳ ممّا يدلّ على نفي تشبيهه تعالى بالأجسام، كأن يُقال: إنّه تعالى كالبلّورة ونحو ذلك، فليس المقصود بيان عدم استقلال العقل بمعرفة أنّه موجود وواجب الوجود، وأنّه بريءٌ من كلّ نقص في صفات ذاته وصفات فعله، وكذا أنّه عالم وقادر ونحو ذلك.
الأوّل: (عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ مَعْرُوفٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجْرَانَ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ عَتِيكٍ) ؛ بفتح المهملة، وكسر المثنّاة فوق، وسكون الخاتمة.
(الْقَصِيرِ، قَالَ: كَتَبْتُ عَلى يَدَيْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَعْيَنَ إِلى أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه السلام : أَنَّ قَوْما بِالْعِرَاقِ يَصِفُونَ اللّهَ بِالصُّورَةِ) أي بالشكل (وَبِالتَّخْطِيطِ) أي بامتياز الأعضاء بعضها عن بعض.