241
الشّافي في شرح أصول الكافي 2

استأثر به في علم الغيب. ۱(فَهذِهِ) ؛ مبتدأ وإشارة إلى الثلاثة.
(الْأَسْمَاءُ) ؛ خبر المبتدأ؛ أي يرجع إلى إحدى هذه الثلاثة كلّ واحدٍ من الأسماء. ويحتمل أن يكون صفة هذه.
(الَّتِي ظَهَرَتْ ) ؛ صفة الأسماء، أو خبر المبتدأ.
(فَالظَّاهِرُ هُوَ اللّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالى) . يمكن توجيهه بوجهين:
الأوّل: أن يكون الفاء للتفريع على ما سبق باعتبار اشتماله على قوله: «لفاقة الخلق إليها» ويكون «الظاهر» مبتدأ، ويكون «هو» خبر المبتدأ وراجعا إلى ذات صانع العالم، فإنّه مقصود لكلّ ذهن، ويكون «اللّه » بدلاً عن الضمير الغائب أو عطف بيان له؛ أي فالظاهر بهذه الثلاثة؛ يعني فالمقصود بالظهور بالذات بهذه الثلاثة ذات صانع العالم بالوجوه الثلاثة. وإنّما خصّ لفظ «اللّه » لأنّه جارٍ مجرى العَلَم لذاته، وحينئذٍ قوله تبارك وتعالى ليس داخلاً في خبر المبتدأ.
قال ابن فهد في كتاب عدّة الداعي عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: «رأيت الخضر عليه السلام في المنام قبل بدر بليلة، فقلت له: علّمني شيئا اُنصر به على الأعداء؟ فقال: قل: يا هو، يا من لا هو إلّا هو. فلمّا أصبحت قصصتها على رسول اللّه صلى الله عليه و آله فقال: ياعليّ عُلِّمت الاسم الأعظم، فكان على لساني يوم بدر». وأنّ أمير المؤمنين عليه السلام قرأ «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ» فلمّا فرغ قال: «يا هو، يا من لا هو إلّا هو، اغفر لي، وانصرني على القوم الكافرين». وكان عليه السلام يقول ذلك يوم صفّين وهو يطارد. انتهى. ۲
الثاني: أن يكون الفاء للتعقيب والتفصيل، ويكون «هو» ضمير الفصل، ويكون خبر المبتدأ مجموعَ قوله: «اللّه تبارك وتعالى» يعني فالظاهر من جملة الأربعة ما يفهم من

1.الكافي ، ج ۱ ، ص ۲۳۰ ، ح ۲.

2.عدّة الداعي ، ص ۲۶۲ ، في الأدعية التي تستدفع بها المكاره . وانظر التوحيد للصدوق ، ص ۸۹ باب تفسير «قل هو اللّه أحد» إلى آخرها ، ح ۲ ؛ مجمع البيان ، ج ۱۰ ، ص ۴۸۶ ، تفسير سورة الاخلاص .


الشّافي في شرح أصول الكافي 2
240

استئناف بياني أو حال اُخرى.
ومعنى القبليّة كونه جزءا لآخر.
(فَأَظْهَرَ مِنْهَا ثَلَاثَةَ أَسْمَاءٍ) أي أظهر على المكلّفين منها ثلاثة أجزاء بنصب الأدلّة الدالّة عليها، كوضع ثلاثة؛ ألفاظ لها وإثباتها له تعالى.
(لِفَاقَةِ الْخَلْقِ إِلَيْهَا) . يعني أنّ المقصود بإظهارها أن يعرفوا صانعهم بالوجوه الثلاثة، فيدعوه بها ويعبدوه، لا أن يعرفوا نفس الوجوه الثلاثة؛ لما تبيّن في موضعه من الفرق بين العلم بالشيء بالوجه، والعلم بوجه الشيء.
(وَحَجَبَ مِنْهَا) أي من الأربعة الأجزاء (وَاحِدا ) .
هذا هو المراد بما في نهج البلاغة في خطبة أوّلها: «الحمد للّه الذي بطن خفيّات الاُمور» من قوله عليه السلام : «لم يطلع العقول على تحديد صفته، ولم يحجبها عن واجب معرفته». ۱(وَهُوَ) أي الواحد المحجوب، أو الاسم الأعظم. ويبعّد هذا قولُه فيما بعد: «وحجب الاسم الواحد» إلى آخره.
(الِاسْمُ الْمَكْنُونُ الْمَخْزُونُ) أي ما اشتهر على ألسنة الداعين في قولهم: «اللّهمّ إنّي أسألك باسمك المكنون المخزون». ۲
والمراد أنّه محجوب عن العامّة، أو محجوب بعضه؛ فلا ينافي إظهار بعضه لخزّان علمه المقرّبين لديه. سيجيء في «كتاب الحجّة» في «باب ما اُعطي الأئمّة عليهم السلام من اسم اللّه الأعظم» أنّ اسم اللّه الأعظم على ثلاثة وسبعين حرفا، واُعطي منها آصف حرفا، واُعطي منها عيسى حرفين، وموسى أربعةً، وإبراهيم ثمانيةً، ونوح خمسة عشر، وآدم خمسة وعشرين، ومحمّد وأهل بيته عليهم السلام اثنين وسبعين، وحرف عند اللّه تبارك وتعالى

1.نهج البلاغة ، ص ۸۷ ، الخطبة ۴۹ .

2.الفقيه ، ج ۱ ، ص ۳۲۴ ، ح ۹۴۹ ؛ تهذيب الأحكام ، ج ۲ ، ص ۱۰۸ ، ح ۱۷۸ ؛ معاني الأخبار ، ص ۱۳۹ ، باب معنى المخبيات ، ح ۱ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۶ ، ص ۴۸۵ ، ح ۸۵۰۶ .

  • نام منبع :
    الشّافي في شرح أصول الكافي 2
    المساعدون :
    الدرایتي، محمد حسین
    المجلدات :
    2
    الناشر :
    دار الحدیث
    مکان النشر :
    قم
    تاریخ النشر :
    1430ق / 1388 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 79801
الصفحه من 584
طباعه  ارسل الي