الحَدّ بالفتح: تمييز الشيء عن الشيء، والحاجز بين شيئين، ومنتهى الشيء. والمراد هنا المائيّة. والمسمّى: المعيّن. والمراد بوصفه بحدّ مسمّى بيانه بشخصه، أو بكنه حقيقته. وهو احتراز عن وصفه بالمائيّة المطلقة، كما مرّ في سادس الثاني ۱ من قوله: قال له السائل: فله إنّيّة ومائيّة؟ قال: «نعم لا يثبت الشيء إلّا بإنّيّة ومائيّة» أي وصانع الأشياء غير مصنوع.
وإنّما عبّر عن هذا المعنى بهذه العبارة إشارةً إلى دليل على قوله: «وكلّ موصوف مصنوع» هو ما بيّنّاه في أوّل الثاني، ۲ وحاصله: أنّ المراد بالموصوف المبيّنُ بحدّ مسمّى، وهو إمّا بيانه ۳ بشخصه، أو بكنهه، وكلاهما باطل.
وأشار إلى بطلان الأوّل بقوله:
(لَمْ يَتَكَوَّنْ؛ فَيُعْرَفَ كَيْنُونِيَّتُهُ بِصُنْعِ غَيْرِهِ) . استئنافٌ بياني، والتكوّن: ۴ التشكّل بشكل، وفي الحديث: «من رآني في المنام فقد رآني؛ فإنّ الشيطان لا يتكوّنني». ۵ وفي رواية: «لا يتكوّن في صورتي» ۶ أي لا يتشكّل بشكلي، وحقيقته لا يصير كائنا بشكلي. والكينون بفتح الكاف وسكون الخاتمة وضمّ النون: الكائن الحادث، والكينونيّة بزيادة ياء النسبة والتاء للمصدريّة: ۷ الحدوث. ومضى في رابع «باب الكون والمكان». والمراد هنا شكله وتشخّصه. والصنع: التدبير، والظرف متعلّق إمّا ب«يعرف» وإمّا ب«كينونيّة».
1.أي في الحديث ۶ من باب إطلاق القول بأنّه شيء .
2.أي في الحديث ۱ من باب إطلاق القول بأنّه شيء .
3.في «ج» : «ببيانه» .
4.في «ج» : «التكوين» .
5.النهاية لابن الأثير ، ج ۴ ، ص ۲۱۱ (كون) ؛ مسند أبي يعلى ، ج ۱۱ ، ص ۴۰۵ ، ح ۶۵۳۰ ؛ الكامل لعبد اللّه بن عدى ، ج ۴ ، ص ۲۳۷ ، ح ۱۰۶۴ ؛ فتوحات المكّيّة ، ج ۱ ، ص ۵۳۷ .
6.في حاشية «أ» : «متعلّق بزيادة (مهدي)» .