الباب السادس عشر : بَابُ مَعَانِي الْأَسْمَاءِ وَ اشْتِقَاقِهَا
فيه اثنا عشر حديثا، أوّلها ينحلّ إلى حديثين، وكذا رابعها.
والمراد ب«معاني الأسماء» هنا المفهومات التي وضعت الأسماء لها. و«اشتقاقها» عطف على المعاني. والضمير للأسماء، أي بيان ما وضع له الأسماء، وبيان أنّ كلّ الأسماء من المشتقّات، أي ليس فيها عَلَم شخصي ولا اسم جنس.
الأوّل: (عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ يَحْيى، عَنْ جَدِّهِ الْحَسَنِ بْنِ رَاشِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللّهِ بْنِ سِنَانٍ، قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللّهِ عليه السلام عَنْ تَفْسِيرِ«بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَـنِ الرَّحِيم»قَالَ۱: «الْبَاءُ بَهَاءُ اللّهِ، وَالسِّينُ سَنَاءُ اللّهِ، وَالْمِيمُ مَجْدُ اللّهِ۲ـ وَرَوى بَعْضُهُمْ) . الظاهر أنّ الضمير راجع إلى «عدّة»، والمقصود أنّه روى بدل «الميم مجدُ اللّه »:
(الْمِيمُ مُلْكُ اللّهِ) . ليس المقصود أنّ هذه الحروف مستعملة في هذه المعاني، بل المقصود أنّ المتكلّم بكلام يستعمله في معنى قد يركّبه من حروف مناسبة لأوصافه، ويقصد أداء الأوصاف إلى ذهن المخاطب، كما تقول حكايةً عن بخيل لئيم: «بلّ فلان» ۳ .
1.في الكافي المطبوع : «فقال» .
2.في حاشية «أ» : «اُشير بهذا التفسير إلى علم الحروف ؛ فإنّه علم شريف يمكن أن يستنبط منه جميع العلوم والمعارف ، كلّـيّاتها وجزئيّاتها ، إلّا أنّه مكنون عند أهله ، وكان الرحمن إنّما هو من الرحمة التي وسعت كلّ شيء ، والرحيم من الرحمة التي يختصّ بها من يشاء من عباده» . الوافي ، ج ۱ ، ص ۴۶۹ ، ذيل ح ۳۷۹ .
3.لا يخفى عليك أنّ الباء في «بلّ» مأخوذة من بخيل ، واللام مأخوذة من لئيم ، وقد تبدل هذه الكلمة ويستعمل غيرها أو قريب منها مثل «رطب» .