267
الشّافي في شرح أصول الكافي 2

مكسورة جارّة، وثانيتهما مفتوحة، وشدّ المهملة؛ أي ليس ببصّار بصر، وهو كلام برأسه؛ اُعطي «لا» حكم ۱ «ليس»؛ لمضارعتها لها في النفي كقول الأخطل:

وشارب مُربحٍ بالكأس نادمني۲لا بالحَصور۳ولا فيها بساّرٍ۴
ولعلّه بالمثنّاة فوقُ المفتوحةِ، أو المكسورة وسكون الموحّدة، مصدر باب التفعيل، أو اسم المصدر كتكرار بالفتح والكسر، يُقال: بصر به كعلم وحسن: إذا رآه. وبصّر به بالتشديد للمبالغة.
(وَمُحَرَّمٌ عَلَى الْقُلُوبِ أَنْ تُمَثِّلَهُ) أي لا يتأتّى من القلوب تمثيله أي تصويره بصورة.
(وَعَلَى الْأَوْهَامِ أَنْ تَحُدَّهُ، وَعَلَى الضَّمَائِرِ أَنْ تُكَوِّنَهُ ) أي أن تتصوّره على ما هو كائن عليه. والمعنى: أن يعلم مائيّته.
(جَلَّ وَعَزَّ عَنْ إِدَاتِ) . أصلها «إدوات» حذفت الواو لمناسبة «سمات».
(خَلْقِهِ ، وَسِمَاتِ بَرِيَّتِهِ، وَتَعَالى عَنْ ذلِكَ عُلُوّا كَبِيرا) .
الثامن: (عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه السلام ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ عِنْدَهُ: اللّهُ أَكْبَرُ، فَقَالَ عليه السلام : اللّهُ أَكْبَرُ مِنْ أَيِّ شَيْءٍ؟ فَقَالَ: مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللّهِ عليه السلام : حَدَدْتَهُ) أي حصرت اللّه أكبر في بعض معناه؛ إذ معناه فوق هذا وأشمل منه.
(فَقَالَ الرَّجُلُ: كَيْفَ أَقُولُ؟ قَالَ: قُلْ: اللّهُ أَكْبَرُ مِنْ أَنْ يُوصَفَ) أي من أن يعرف كنه كبريائه وعظمته.
أفعل التفضيل قد يستعمل للمفاضلة بين شيئين محقّقين مشتركين في المشتقّ منه،

1.في حاشية «أ» : «(لا) مفعول أول قائم مقام الفاعل، (حكم) مفعول ثان مهدي» .

2.نادمه منادمة ونداما : جالسه على الشراب . القاموس المحيط ، ج ۴ ، ص ۱۸۰ (نوم) .

3.الحصور : الضيق الصدر . القاموس المحيط ، ج ۲ ، ص ۹ (حصر) .

4.ذكر صدره الخليل الفراهيدي في كتاب العين ، ج ۳ ، ص ۱۱۴ عن الأخطل ، وذكره بتمامه في ج ۷ ، ص ۲۸۹ ، وفيه : «بسوار» بدل «بسآر» . وذكره ابن السكّيت في ترتيب إصلاح المنطق ، ص ۱۶ ، وفيه : «بسوار» ؛ وابن قتيبة في غريب الحديث ، ج ۲ ، ص ۱۰۵ ؛ والجوهري في الصحاح ، ج ۲ ، ص ۶۳۲ .


الشّافي في شرح أصول الكافي 2
266

أي نجا وظفر بالخير.
(وَالْأَوْدِيَةِ) ؛ جمع «واد» على غير قياس، إنّما يجمع على أفعلة فعيل مثل سريّ وأسرية للنهر.
(وَالْقِفَارِ) ؛ بكسر القاف والفاء جمع «قفر» بالفتح، وهو ۱ المفازة التي لا نبات فيها ولا ماء.
(فَعَلِمْنَا أَنَّ خَالِقَهَا لَطِيفٌ بِلَا كَيْفٍ) أي بلا أمر موجود في الخارج في نفسه عارض له تعالى، والظرف قيد للعلم لا للمعلوم.
(وَإِنَّمَا الْكَيْفِيَّةُ لِلْمَخْلُوقِ الْمُكَيَّفِ. وَكَذلِكَ سَمَّيْنَا رَبَّنَا قَوِيّا لَا بِقُوَّةِ الْبَطْشِ). هو السطوة والأخذ بالعنف.
(الْمَعْرُوفِ مِنَ الْمَخْلُوقِ، وَلَوْ كَانَتْ۲قُوَّتُهُ قُوَّةَ الْبَطْشِ الْمَعْرُوفِ مِنَ الْمَخْلُوقِ، لَوَقَعَ التَّشْبِيهُ)
في الجسميّة.
(وَلَاحْتَمَلَ الزِّيَادَةَ ) في مقدار جسمه.
(ومَا احْتَمَلَ الزِّيَادَةَ احْتَمَلَ النُّقْصَانَ) . قد مرّ شرحه في سادس «باب النهي عن الجسم والصورة».
(وَمَا كَانَ نَاقِصا) أي ما احتمل النقصان.
(كَانَ غَيْرَ قَدِيمٍ) ؛ لأنّ ما ثبت قِدَمه امتنع عدمه.
(وَمَا كَانَ غَيْرَ قَدِيمٍ كَانَ عَاجِزا) ؛ لأنّه مخلوق مدبّر وجوده بقدرة خالقه الغالب عليه، لا يمكنه الامتناع عن تدبيره. وقد دلّ الدلائل على وجود صانع للعالم بريء من كلّ نقص.
(فَرَبُّنَا ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ لَا شِبْهَ لَهُ وَلَا ضِدَّ، وَلَا نِدَّ) أي لا مثل.
(وَلَا كَيْفَ، وَلَا نِهَايَةَ، وَلَا بِبَصَّارِ۳بَصَرٍ ) . الذي في النسخ بالموحّدتين: اُولاهما

1.في «ج» : «وبالفتح هو» بدل «بالفتح وهو» .

2.في «ج» : «كان» .

3.في الكافي المطبوع : «ولا تَبْصارَ» .

  • نام منبع :
    الشّافي في شرح أصول الكافي 2
    المساعدون :
    الدرایتي، محمد حسین
    المجلدات :
    2
    الناشر :
    دار الحدیث
    مکان النشر :
    قم
    تاریخ النشر :
    1430ق / 1388 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 66263
الصفحه من 584
طباعه  ارسل الي