269
الشّافي في شرح أصول الكافي 2

(قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ اللّهِ عليه السلام : أَيُّ شَيْءٍ اللّهُ أَكْبَرُ؟) أي ما معناه.
(فَقُلْتُ: اللّهُ أَكْبَرُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، فَقَالَ: وَكَانَ ثَمَّ) أي في جنب كبريائه وعظمته تعالى (شَيْءٌ) يقاس بينه وبين اللّه .
(فَيَكُونَ) أي اللّه (أَكْبَرَ مِنْهُ؟) . يعني إنّ هذا وإن كان حقّا، لكن ليس معناه منحصرا فيه لسهولته، فلا ينبغي الاهتمام به، كما مرَّ بيانه في شرح السابق.
(فَقُلْتُ: فَمَا هُوَ؟) أي فما معناه.
(قَال: اللّهُ أَكْبَرُ مِنْ أَنْ يُوصَفَ) . مضى معناه آنفا.
العاشر: (عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ يُونُسَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ، قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللّهِ عليه السلام عَنْ «سُبْحَانَ اللّهِ» فَقَالَ: أَنَفَةٌ لِلّهِ) . الأنفة ـ بالهمز والنون والفاء المفتوحات ـ : الحميّة والغيرة؛ يُقال: أنف من الشيء كعلم أنفا وأنفةً: إذا كرهه وشرف نفسه عنه. 1 وبالقاف: التعجّب. 2
وعلى الأوّل معنى الكلام: أنفة ثابتة لنا لأجل اللّه تعالى، وذلك حين نذكره تعالى بذلك ونريد أنّه منزّه عمّا يصفه الواصفون المشبّهون له بخلقه. ويحتمل أن يُقال: أنفة ثابتة للّه في تعليمه خلقه، أو التكلّم به في القرآن. وفي بعض النسخ «أنفة اللّه ».
وعلى الثاني 3 كان أوفق بما يجيء في «كتاب الصلاة» في خامس «باب أدنى ما يجزئ من التسبيح» من قوله: «ألا ترى أنّ الرجل إذا عجب من الشيء قال: سبحان اللّه ». 4
الحادي عشر: (أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ، عَنْ عَبْدِ الْعَظِيمِ بْنِ عَبْدِ اللّهِ الْحَسَنِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ مَوْلى طِرْبَالٍ) ؛ بكسر الطاء، وسكون الراء المهملتين، والموحّدة.
(عَنْ هِشَامٍ الْجَوَالِيقِيِّ، قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللّهِ عليه السلام عَنْ قَوْلِ اللّهِ 5 : «سُبْحَانَ اللَّهِ» : مَا يُعْنى

1.النهاية ، ج ۱ ، ص ۷۶ ؛ لسان العرب ، ج ۹ ، ص ۱۵ (أنف) .

2.كتاب العين ، ج ۵ ، ص ۲۲۱ ؛ الصحاح ، ج ۴ ، ص ۱۴۴۷ (أنق) .

3.في حاشية «أ» : «هو أن يكون بالقاف» .

4.الكافي ، ج ۳ ، ص ۳۲۹ ، ح ۵ .

5.في الكافي المطبوع : + «عزّوجلّ». وفي «ج» : - «اللّه » .


الشّافي في شرح أصول الكافي 2
268

كقولك: زيد أطول من عمرو، أو أقصر منه. وقد يستعمل للتبعيد عن وصف، كقولك: زيد أجلّ من أن يتكلّم فيه أو أدنى منه. والمفضّل عليه هنا غير محقّق بل مفروض، وهو نفس المفضّل باعتبارٍ آخَرَ، كأنّك تقول: هو أجلّ ممّن تصوّرته بالوصف الفلاني، وفرضته أنّه هو.
والمقصود هنا بيان أنّ لفظ «اللّه أكبر» لمّا كان مفتتح كلّ صلاة، ومفتتح الأذان والإقامة والتعقيب، وكان الاهتمام به أعظم من الاهتمام بما عداه من الأذكار، كان الأنسب به أن يكون من القسم الثاني؛ لأنّه لو كان من القسم الأوّل كان مفاده يسيرا سهلاً لا يصلح لهذا الاهتمام.
فالمراد أنّ اللّه أكبر من أن يعرف العباد قدر عظمته، كقوله: «وَمَا قَدَرُوا اللّهَ حَقَّ قَدْرِهِ»۱ . ومضى بيانه في سادس العاشر وحادي عشره وثاني عشره. ۲
فلا منافاة بين هذا الحديث وبين ما يجيء في «كتاب الحجّ» في ثاني «باب دخول المسجد الحرام» من قوله: «اللّه أكبر، أكبر من خلقه، وأكبر ممّن أخشى وأحذر». ۳
ولا ينافي أيضا قوله تعالى: «أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ»۴ ؛ فإنّ خلاف طوائف الجبريّة باعث للاهتمام بإثبات خالق في الجملة في هذا المقام.
التاسع: (وَرَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى، عَنْ مَرْوَكِ) ؛ بفتح الميم وسكون المهملة وفتح الواو، اسمه: صالح. ۵(بْنِ عُبَيْدٍ) ، مصغّرا.
(عَنْ جُمَيْعِ) ؛ بضمّ الجيم، وفتح الميم، وسكون الخاتمة.
(بْنِ عُمَيْرٍ) ؛ بضمّ المهملة، وفتح الميم، وسكون الخاتمة.

1.الأنعام (۶) : ۹۱ .

2.أي في الحديث ۶ و ۱۱ و ۱۲ من باب النهي عن الصفة بغير ما وصف به نفسه .

3.الكافي ، ج ۴ ، ص ۴۰۴ ، باب الدعاء عند استقبال الحجر واستلامه ، ح ۲ .

4.المؤمنون (۲۳) : ۱۴ .

5.رجال النجاشي ، ص ۴۲۵ ، الرقم ۱۱۴۲ ؛ خلاصة الأقوال ، ص ۲۸۱ ، الرقم ۱۷ .

  • نام منبع :
    الشّافي في شرح أصول الكافي 2
    المساعدون :
    الدرایتي، محمد حسین
    المجلدات :
    2
    الناشر :
    دار الحدیث
    مکان النشر :
    قم
    تاریخ النشر :
    1430ق / 1388 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 66249
الصفحه من 584
طباعه  ارسل الي