275
الشّافي في شرح أصول الكافي 2

أَكَفَرْتُمْ» 1 . قلت: الأصل: فيقال لهم: أكفرتم، فحذف القول استغناء بالمقول، فتبعته الفاء في الحذف، وربّ شيء يصحّ تبعا ولا يصحّ استقلالاً. 2 (مِنْ أَجْزَاءٍ) ؛ جواب «أمّا» أو لغو متعلّق بالمؤلّف.
(مُخْتَلِفَةٍ وَجَوَاهِرَ شَتّى غَيْرَ أَنَّهُ بِالِاجْتِمَاعِ شَيْءٌ وَاحِدٌ) .
اعلم أنّه قد يتوهّم 3 من هذه العبارات وأمثالها أنّ إطلاق نحو «الواحد» على اللّه وعلى غيره بالاشتراك اللفظي، أو بالحقيقة والمجاز. وهذا خلاف البديهة، والمراد ما ذكرنا.
(قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، فَرَّجْتَ عَنِّي فَرَّجَ اللّهُ عَنْكَ، فَقَوْلَكَ: اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ فَسِّرْهُ لِي كَمَا فَسَّرْتَ الْوَاحِدَ) .
اللطف ـ بضمّ اللام وسكون المهملة، مصدر باب حسن ـ : الدقّة، وهو ضدّ الغلظة، سواء كان باعتبار العلم بدقائق الاُمور والنفوذ في بواطن ما في الدهور، أو باعتبار الجسم والصِغَر.
والخُبرُ ـ بضمّ المعجمة وكسرها وسكون الموحّدة والمهملة، مصدر باب حسن ـ : عِلمُ الفاعل بدقائق ما يتعلّق بفعله. فَهُما في اللّه تعالى متلازمان، فتفسير أحدهما يُغني عن تفسير الآخر.
(فَإِنِّي أَعْلَمُ أَنَّ لُطْفَهُ عَلى خِلَافِ لُطْفِ خَلْقِهِ) أي مع علمي باشتراك اللطف بالمعنى اللغوي بينهما معنىً أعلم أنّه مقول بالتشكيك، فالحصّة التي فيه تعالى أقوى من حصص خلقه.
(لِلْفَصْلِ) أي بين ذاته وذواتهم، فإنّه خالق وهم مخلوقون.
ويحتمل أن تكون اللام للعهد؛ أي الفصل الذي ذكرت أنّه واحدٌ بالمعنى، لا واحد بالمعنى 4 غيره؛ فإنّه يفهم منه أنّه لا آلة له.

1.آل عمران (۳) : ۱۸۶ .

2.مغني اللبيب ، ج ۱ ، ص ۵۶ (أمّا) .

3.في حاشية «أ» : «المتوهّم مولانا محمّد أمين الإسترابادي رحمه الله تعالى (منه)» .

4.في حاشية «أ» : «الأولى (في المعنى) في الموضعين» .


الشّافي في شرح أصول الكافي 2
274

(مُجَزَّأَةٍ 1 ) ؛ بصيغة اسم المفعول من باب التفعيل، مضاف إليه.
(لَيْسَتْ بِسَوَاءٍ) . الجملة صفة «أجزاء». و«ليست» من الأفعال الناقصة. و«بسواء» بحرف الجرّ وفتح المهملة والمدّ، أي بمتشابهة في الحقيقة. أو «ليست» بالموحّدة بصيغة الماضي المعلوم من باب علم، و«بسُوء» بضمّ الموحّدة وضمّ المهملة وسكون الواو والهمز، مصدر باب منع وعلم، مفعول «ليست» أي اُنسا وايتلافا.
(دَمُهُ غَيْرُ لَحْمِهِ، وَلَحْمُهُ غَيْرُ دَمِهِ، وَعَصَبُهُ غَيْرُ عُرُوقِهِ، وَشَعْرُهُ غَيْرُ بَشَرِهِ، وَسَوَادُهُ غَيْرُ بَيَاضِهِ، وَكَذلِكَ سَائِرُ جَمِيعِ الْخَلْقِ) . الكاف للتشبيه، فالمراد أنّ جميع الخلق لا يخلو عن اختلاف في أجزائه أو أعراضه الموجودة في الخارج في أنفسها، وظاهره إبطال المجرّدات.
والمراد بالسائر هنا البقيّة، 2 وقد يستعمل بمعنى الجميع. والأوّل من السؤر مهموز، والثاني من الأجوف.
(فَالْاءِنْسَانُ وَاحِدٌ فِي الِاسْمِ، وَلَا وَاحِدٌ فِي الْمَعْنى، وَاللّهُ ـ جَلَّ جَلَالُهُ ـ هُوَ وَاحِدٌ) في المعني (لَا وَاحِدَ) في المعنى (غَيْرُهُ، لَا 3 اخْتِلَافَ فِيهِ) أي ليس فيه أجزاءٌ مختلفة.
(وَلَا تَفَاوُتَ) أي ليس له صفات متفاوتة.
(وَلَا زِيَادَةَ وَلَا نُقْصَانَ) في أجزائه الفرضيّة المقداريّة الغير المختلفة؛ إذ لا أجزاء له كذلك أيضا.
(فَأَمَّا الْاءِنْسَانُ الْمَخْلُوقُ) ؛ صفة الإنسان.
(الْمَصْنُوعُ) ؛ صفة بعد صفة.
(الْمُؤَلَّفُ) ؛ صفة اُخرى، أو جواب إمّا بتقدير القول والمبتدأ، أي فيقال: هو المؤلّف. قال ابن هشام في مُغني اللبيب بعد بيان وجوب الفاء في جواب أمّا:
فإن قلت: فقد حذفت في التنزيل في قوله تعالى: «فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ

1.في «أ» : «مجزَّءٍ» . وفي الكافي المطبوع : «أجزاءٌ مجزّاةٌ» .

2.في حاشية «أ» : «بقرينة إضافته إلى الجميع (سمع)» .

3.في «ج» : «ولا» .

  • نام منبع :
    الشّافي في شرح أصول الكافي 2
    المساعدون :
    الدرایتي، محمد حسین
    المجلدات :
    2
    الناشر :
    دار الحدیث
    مکان النشر :
    قم
    تاریخ النشر :
    1430ق / 1388 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 84043
الصفحه من 584
طباعه  ارسل الي