279
الشّافي في شرح أصول الكافي 2

(لِلسِّفَادِ۱) ؛ بكسر المهملة: نَزْوُ الذكر على الاُنثى. ۲(والْهَرَبَ مِنَ الْمَوْتِ، وَالْجَمْعَ لِمَا يُصْلِحُهُ) ؛ من باب الإفعال ضدّ «يفسده». ويحتمل أن يكون من باب نصر، بأن يكون الأصل «يصلُحُ» له أي ينفعه.
(وَمَا فِي لُجَجِ الْبِحَارِ) . معطوفٌ على «ما يصلحه» للبيان والتفصيل، أو على «صغر ذلك» أي ورأيناها ۳ في لجج البحار من ذلك.
(وَمَا فِي لِحَاءِ) ؛ بكسر اللام والمهملة والمدّ: قشر. ۴(الْأَشْجَارِ وَالْمَفَاوِزِ) أي وما في المفاوز.
(وَالْقِفَارِ) ؛ بكسر القاف جمع «قفر» بفتحها وسكون الفاء: الخلأ من الأرض.
(وَإِفْهَامَ) ؛ بكسر الهمزة، مصدر باب الإفعال للتعريض، مثل أولد الحامل:
إذا دنا وقت ولادتها.
وهذا إشارة إلى أنّ الحيوانات لا تفهم جميع مقاصد أمثالها في منطقها، إنّما تفهم قدرا يكفيها لمعاشها، وفوات الباقي عنها لا يُخِلّ بمعاشها.
ويمكن أن يكون بمعنى التفهيم وتبليغ الرسالة، كما يصدر عن عُمّال أمير النحل وعمّال أمير الحيتان ونحوهما.
وعلى التقديرين هو منصوب بالعطف على «صغر».
وفي كتاب التوحيد لابن بابويه «وفهم». ۵(بَعْضِهَا) . الضمير راجع إلى مرجع ضمير «منها» أو «إليه» وإلى ما هو أصغر من الحيوانات.
(عَنْ بَعْضٍ مَنْطِقَهَا) . استعار المنطق للأفعال الدالّة على مقاصدها من الأصوات

1.في الكافي المطبوع : «للسَّفاد» بفتح السين .

2.الصحاح ، ج ۲ ، ص ۴۸۹ (سفد) .

3.في «ج» : «رأينا ما» بدل «رأيناها» .

4.النهاية ، ج ۴ ، ص ۲۴۳ (لحا) .

5.التوحيد ، ص ۱۸۶ ، باب أسماء اللّه ، ح ۱ .


الشّافي في شرح أصول الكافي 2
278

(الذَّكَرُ) ؛ بالرفع بدل، أو عطف بيان ل«ما».
(مِنَ الْاُنْثى) . «من» للفصل، وهي الداخلة على ثاني المتضادّين، والظرف صفة للذكر؛ لأنّ اللام فيه للعهد الذهني.
ولو جعل الظرف لغوا متعلّقا بقوله: «يستبان» وجعل نائب الفاعل الذكر، لكان توجيه الترقّي في «بل» مشكلاً؛ لأنّه إذا لم تستبن العيون نفسه كان عدم استبانتها الذكر ۱ من الاُنثى بطريقٍ أولى.
وإن اُريد عدم استبانته لعين أصلاً، لحصل التساوي؛ لتعارض الجهتين، فكيف يصحّ الترقّي؟ ولَناقَضَ ۲ قوله: «لا تكاد تستبينه العيون» قولُهُ: «فلمّا رأينا» إلى آخره، إلّا على قول من قال: ۳ إنّ نفي «كاد» إثبات. وقد مرّ ما فيه.
وحاصل المعنى: ومن الخلق اللطيف وهو الحيوان الصغار إلى آخره، ذكره من حيث إنّه منفصل من الاُنثى أي ممتاز عنه، أو من أحوال الخلق اللطيف انفصال ذكره من الاُنثى، وكذا قوله:
(وَالْحَدَثُ) ؛ بالمهملتين المفتوحتين؛ أي الحادث.
(الْمَوْلُودُ مِنَ الْقَدِيمِ. فَلَمَّا رَأَيْنَا صِغَرَ ذلِكَ) . الإشارة إلى الحيوان الصغار والبعوض والجرجس وما هو أصغر منها.
(فِي لُطْفِهِ) أي لطف ذلك. و«في» بمعنى «مع» كما في قوله تعالى في سورة القصص: «فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِى زِينَتِهِ» . ۴
والمراد بلطفه فعلُهُ الدالّ على اهتدائه للاُمور الدقيقة، ويفسّره قوله:
(وَاهْتِدَاءَهُ) . عطف على «لطفه» للبيان والتفصيل.

1.مفعول لاستبانتها.

2.عطف على قوله : «لكان توجيه». وقوله: «قوله» معفول لناقض ، وفاعله قوله: «فلما رأينا» إلى آخره .

3.في حاشية «أ» : «لا يخفى أنّه على هذا الوجه لا يستقيم تعليل عدم الاستبانة بقوله : لصغره ؛ تأمل» .

4.القصص (۲۸) : ۷۹ .

  • نام منبع :
    الشّافي في شرح أصول الكافي 2
    المساعدون :
    الدرایتي، محمد حسین
    المجلدات :
    2
    الناشر :
    دار الحدیث
    مکان النشر :
    قم
    تاریخ النشر :
    1430ق / 1388 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 83951
الصفحه من 584
طباعه  ارسل الي