281
الشّافي في شرح أصول الكافي 2

اقْتَدِهْ» 1 ، فأجرى الوصلَ مُجْرَى الوقفِ. انتهى. 2
ومقصود الإمام عليه السلام أنّ في باطن تلك الحيوانات من الأحشاء وآلات القبض والبسط ونحوها اُمورا لا يمكنني بيانها لك مفصّلاً؛ لأنّها غير محسوسة، فلا يبلغها فهمك، فاتركها ولا تطلب منّي بيانها. وهذا نوع من الكلام فيه تهويل وتعظيم وإشارة إلى رعاية دقائق الحكمة بحيث لا يُعدّ ولا يُحصى.
ويمكن أن يكون مأخوذا من النهاية؛ يُقال: أنهى الرجل كذا: إذا أبلغه. 3
والأوّل أنسب بالمقام.
وفي كتاب التوحيد لابن بابويه بعد قوله: «مع حمرة»: «وما لا يكاد» إلى آخره، 4 وحينئذٍ هو معطوف على «تأليف» أو على «ألوانها» أي وتأليف أعضائها التي لا تكاد.
(لِدَمَامَةِ خَلْقِهَا لَا تَرَاهُ عُيُونُنَا، وَلَا تَلْمِسُهُ أَيْدِينَا) . الظرف متعلّق ب«لا يكاد» 5 أو ب«لا تراه ولا تلمسه». وعلى الأوّل جملة «لا تراه» استئناف بياني، وعلى الثاني المجموع استئناف بياني.
و«الدمامة» بفتح المهملة: القِصَر والصِغَر. وضمير «خلقها» لمرجع ضمير «ألوانها». والضميران الآخران لـ«ما».
وقوله: «لا تلمسه أيدينا» أي لا يمكن معرفتُهُ باللمس.
(عَلِمْنَا) ؛ جواب «فلمّا».
(أَنَّ خَالِقَ هذَا الْخَلْقِ لَطِيفٌ، لَطُفَ) ؛ كحسن.
(بِخَلْقِ مَا سَمَّيْنَاهُ بِلَا عِلَاجٍ) أي بلا جسم خارج عن البدن يكون وسيلة لفعلٍ كالدواء للطبيب، والقَدُوم للنجّار.

1.الأنعام (۶) : ۹۰ .

2.النهاية ، ج ۵ ، ص ۱۳۹ (نها) .

3.التوحيد، ص ۱۸۶، باب أسماء اللّه و... ، ح ۱.

4.في «ج» : «لا تكاد» .


الشّافي في شرح أصول الكافي 2
280

ونحوها، كقوله: «عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ» 1 .
(وَمَا يَفْهَمُ بِهِ أَوْلَادُهَا عَنْهَا) . عطفٌ على «منطقها» عطفَ الخاصّ على العامّ.
(وَنَقْلَهَا الْغِذَاءَ) . عطفٌ على السفاد.
(إِلَيْهَا ) أي إلى أولادها.
(ثُمَّ) ؛ للتعجّب.
(تَأْلِيفَ) ؛ بالنصب معطوف على صِغَر.
(أَلْوَانِهَا ) . وقوله:
(حُمْرَةٍ) ؛ بالجرّ بيان ل «ألوانها».
(مَعَ صُفْرَةٍ ، وَبَيَاضٍ مَعَ حُمْرَةٍ) . وفي كتاب التوحيد لابن بابويه «وبياضا» بالنصب، 2 وحينئذٍ «حمرة» أيضا منصوب على أنّه حال من ألوانها.
(وَأنْهِ مَا لَا يَكَادُ 3 عُيُونُنَا تَسْتَبِينُهُ) . الواو للاستئناف النحوي، وهذه إلى قوله: «أيدينا» معترضة.
و«أنْهِ» ـ بفتح الهمزة وسكون النون وكسر الهاء ـ أمرٌ من 4 ناقص باب الإفعال، مأخوذٌ من النهي، ضدّ الأمر، ومعناه: اُترك. يُقال: أنهى الرجل كذا: إذا 5 انتهى عنه كأنّه جعله ناهيا له عن ارتكابه.
وقال ابن الأثير في النهاية:
وفيه: «قلت: يارسول اللّه ، هل من ساعة أقربُ إلى اللّه ؟ قال: نعم، جوف الليل الآخِر فصلِّ حتّى تصبح، ثمّ أَنْهِهْ حتّى تطلع الشمس». قوله: «أنهه» بمعنى انته، وقد أنهى الرجل إذا انتهى، فإذا أمرت قلت: أنهِهْ، فتزيد الهاء للسكت، كقوله تعالى: «فَبِهُدَاهُمُ

1.النمل (۲۷) : ۱۶ .

2.اُنظر التوحيد، ص ۱۸۶، باب أسماء اللّه ، ح ۱.

3.في الكافي المطبوع : «وأنّهُ ما لا يكاد» .

4.في «ج» : - «من» .

5.في «ج» : «أي» .

  • نام منبع :
    الشّافي في شرح أصول الكافي 2
    المساعدون :
    الدرایتي، محمد حسین
    المجلدات :
    2
    الناشر :
    دار الحدیث
    مکان النشر :
    قم
    تاریخ النشر :
    1430ق / 1388 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 83922
الصفحه من 584
طباعه  ارسل الي