287
الشّافي في شرح أصول الكافي 2

الأسماء (عَلى خِلَافِهِ) ؛ أي واقع على خلاف معناه. والضمير لـ«كلّ».
(وَحَالَاتِهِ) . الواو بمعنى «مع» أو هو على مذهب من يجوّز العطف على الضمير المجرور بدون إعادة الجارّ. ۱ والمراد بالحالات المدلولاتُ التي استعمل فيها.
(لَمْ تَقَعِ الْأَسَامِي عَلى مَعَانِيهَا الَّتِي كَانَتْ بُنِيَتْ عَلَيْهَا۲) ؛ استئنافٌ بياني لقوله: «كلّ ذلك على خلافه وحالاته».
(لِأَنَّ الْاءِنْسَانَ لَيْسَ بِأَسَدٍ وَلَا كَلْبٍ) . ومن أقوى أمارات المجاز صحّة السلب.
(فَافْهَمْ ذلِكَ) أي التشبيه (رَحِمَكَ اللّهُ) .
اعلم أنّه توهّم بعضٌ من أمثال هذه العبارات أنّ المعانيَ اللغويّة لتلك الأسماء مفقودة في حقّه تعالى، فإطلاق تلك الألفاظ عليه تعالى بطريق المجاز اللغوي أو العقليّ. انتهى. ۳
وهذا من أبعد البعيد في نحو العلم والقدرة.
(وَإِنَّمَا سُمِّيَ اللّهُ تَعَالى بِالْعِلْمِ) . فيه وضْع المشتقّ منه موضعَ المشتقّ مسامحةً.
وهذا شروع في تفصيل بيان اختلاف المعنى فيما نحن فيه، وقد بيّن في العلم أنّ مصداقه نفس ذاته لا أمر ينضمّ إليه، فيصير بسببه عالما، وقد دلّ على ذلك بدليلين:
الأوّل: أنّ علمه تعالى ليس بحادث ليكون بسبب مصداق منضمّ، وهو في قوله: «وإنّما سمّي» إلى قوله: «إلى الجهل».
والثاني: أنّ علمه ليس مخصوصا ببعض المعلومات دون بعض، ليكون بسبب مصداق منضمّ، وهو في قوله: «وإنّما سُمّي» إلى آخره.
(بِغَيْرِ عِلْمٍ حَادِثٍ عَلِمَ بِهِ الْأَشْيَاءَ) . الباء للاستعانة باعتبار التغاير الاعتباري.

1.حكاه الرضي في شرحه على الكافية ، ج ۱ ، ص ۵۲۲ عن الكوفيّين حيث قال : «قال الكوفيّون : يجوز في السعة العطف على الضمير المجرور بلا إعادة الجارّ ، والبصريّون يجوّزونه للضرورة، وأمّا في السعة فيجوّزونه بتكلّف» .

2.في «أ» : «عليه» .

3.اُنظر شرح اُصول الكافي للمازندراني ، ج ۴ ، ص ۴۷ ؛ والحاشية على اُصول الكافي لرفيع النائيني ، ص ۴۰۷ .


الشّافي في شرح أصول الكافي 2
286

(قِيلَ لَهُمْ) ، شروعٌ في تقرير الجواب.
(إِنَّ اللّهَ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ أَلْزَمَ الْعِبَادَ) أي خلقهم على وجه يلزمهم.
(اسْما۱) ؛ بصيغة المفرد، أو الجمع.
(مِنْ أَسْمَائِهِ) أي لا جميع الأسماء. وهذا دفع لأن يكون شيء من الخلق في حاله.
(عَلَى اخْتِلَافِ الْمَعَانِي) . ليس المراد بالمعاني مفهومات الأسماء، أي التي استعملت الأسماء فيها من حقائقها اللغويّة أو العرفيّة أو نحو ذلك؛ لأنّها مشتركة معنىً، وإنكاره مكابرة؛ بل المراد بالمعاني المصداقات، أي الاُمور الموجودة في الخارج في أنفسها، المصحّحة لحمل المفهومات على الذات كالخرت ۲ في الإنسان، وكالذات في اللّه تعالى.
(وَذلِكَ كَمَا يَجْمَعُ الِاسْمُ الْوَاحِدُ مَعْنَيَيْنِ مُخْتَلِفَيْنِ) . الكاف للتشبيه، أي اختلاف المعنى فيما نحن فيه شبيه باختلاف المعنى في الحقيقة والمجاز، والفرق أنّ فيما نحن فيه اتّفاقا في المدلولين، أي فيما يستعمل فيه اللفظ، سواء كان معنىً حقيقيّا للّفظ كالعالم، أو مجازيّا كالقائم ونحوه، إنّما الاختلاف في المعنيين فقط، وفي الحقيقة والمجاز يختلف المعنيان والمدلولان معا.
(وَالدَّلِيلُ عَلى ذلِكَ) أي على المشبّه به.
(قَوْلُ النَّاسِ) أي تكلّمهم بالمجاز.
(الْجَائِزُ عِنْدَهُمُ الشَّائِعُ، وَهُوَ) أي المجاز.
(الَّذِي خَاطَبَ اللّهُ بِهِ الْخَلْقَ، فَكَلَّمَهُمْ بِمَا يَعْقِلُونَ) أي لولا أن يكون المجاز في كلامهم لما عقلوا.
(لِيَكُونَ عَلَيْهِمْ حُجَّةً فِي تَضْيِيعِ مَا ضَيَّعُوا) . وقوله:
(فَقَدْ يُقَالُ) ، بيانٌ لقول الناس.
(لِلرَّجُلِ: كَلْبٌ، وَحِمَارٌ، وَثَوْرٌ، وَسُكَّرَةٌ، وَعَلْقَمَةٌ) أي حنظل (وَأَسَدٌ، كُلُّ ذلِكَ) أي

1.في الكافي المطبوع : «أسماءً» .

2.الخرت : ثقب الإبرة والفأس والاُذن ونحوها ، والجمع «خروت» و «أخرات» . الصحاح ، ج ۱ ، ص ۲۴۸ (خرت) .

  • نام منبع :
    الشّافي في شرح أصول الكافي 2
    المساعدون :
    الدرایتي، محمد حسین
    المجلدات :
    2
    الناشر :
    دار الحدیث
    مکان النشر :
    قم
    تاریخ النشر :
    1430ق / 1388 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 83082
الصفحه من 584
طباعه  ارسل الي