اشتدّت؛ وموتٌ أحمر، أي شديد؛ وسنةٌ حمراء، أي شديدة مجدِبة. ۱ وإسناد الفعل إلى المصدر مجاز.
والحمرة هنا عبارة عن مشيئته تعالى مشيّةَ حتم، أي متعلّقة بأفعاله تعالى كتكوين السماوات والأرض ونحوهما، دون ما تعلّق بأفعال عباده، فإنّه مشيئة عزم. ويجيء الفرق بين المشيئتين في رابع السادس والعشرين. ۲(وَنُورٍ أَخْضَرَ ، مِنْهُ اخْضَرَّتِ الْخُضْرَةُ) . المراد بالخضرة ما هو حال المخلوق الذي لم يستقرّ الإيمان ولا الكفر في قلبه، كالمستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلاً، وكالمجانين وكالأطفال الرُضّع ونحوهم، وكأنواع سائر الحيوانات تشبيها لهم بالنبات في أوائل ظهوره، واُصول أنواع الخضرة سبعة وثلاثون، كما يظهر ممّا يجيء في «كتاب الصلاة» في أوّل «باب النوادر». ۳(وَنُورٍ أَصْفَرَ ، مِنْهُ اصْفَرَّتِ الصُّفْرَةُ) . المراد بالصفرة ما هو حال الكافر الجاهل باللّه تعالى وبحججه وأحكامه عن عداوة، لا عن استضعاف؛ لما كان الإيمان حياةً، والكفر موتا، والصفرة لونَ الميّت ومن يقرب من الموت؛ عبّر عن الكفر بالصفرة.
(وَنُورٍ أَبْيَضَ ، مِنْهُ الْبَيَاضُ) . المراد بالبياض الإيمان الخالص باللّه وحججه وأحكامه، والبياض يناسب الإيمان الذي لا كدورة فيه، ومنه الحواريّون، وهم خواصّ عيسى عليه السلام ، فإنّ الحوار: البياض، والتحوير: التبييض.
(وَهُوَ) . الضمير للعرش.
(الْعِلْمُ الَّذِي حَمَّلَهُ اللّهُ) . المراد بالعلم كتاب اللّه ، فإنّه مفيد للعلم بتوسّط الآيات البيّنات المحكمات المخرجة من الظلمات إلى النور، و«حمّله» بالمهملة وشدّ الميم، والضمير مفعول ثان قدّم؛ لأنّه ضمير متّصل.
1.معجم مقاييس اللغة ، ج ۲ ، ص ۱۰۱ ؛ النهاية ، ج ۱ ، ص ۴۳۸ ؛ لسان العرب ، ج ۴ ، ص ۲۱۰ (حمر) .
2.أي في الحديث ۴ من باب المشيئة والإرادة .
3.الكافي ، ج ۳ ، ص ۴۸۲ ، باب النوادر ، ح ۱ .