335
الشّافي في شرح أصول الكافي 2

الباب الحادي والعشرون : بَابُ الرُّوحِ

فيه أربعة أحاديث:
الأوّل: (عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ، عَنِ ابْنِ أُذَيْنَةَ، عَنِ الْأَحْوَلِ، قَالَ : سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللّهِ عليه السلام عَنِ الرُّوحِ الَّتِي فِي آدَمَ، وَقَوْلِهِ:) في سورة ص: («فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَ نَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِى»۱قَالَ: هذِهِ رُوحٌ مَخْلُوقَةٌ، وَالرُّوحُ الَّتِي فِي عِيسى مَخْلُوقَةٌ) . أي ليست نسبة الروح إليه تعالى كنسبة روح الإنسان إلى بدنه، كما يقال: روح زيد كذا وكذا، بل الإضافة لأنّها مختارة عنده.
الثاني: (عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى، عَنِ الْحَجَّالِ، عَنْ ثَعْلَبَةَ، عَنْ حُمْرَانَ، قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليه السلام عَنْ قَوْلِ اللّهِ)۲ في سورة النساء: («وَرُوحٌ مِّنْهُ»۳قَالَ: هِيَ رُوحُ اللّهِ مَخْلُوقَةٌ، خَلَقَهَا اللّهُ فِي آدَمَ وَعِيسى) . ظاهر ممّا مرّ.
الثالث: (مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عُرْوَةَ) ؛ بضمّ العين، وسكون الراء المهملتين.
(عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ الطَّائِيِّ) ؛ بالمهملة والألف والهمز وياء النسبة، منسوب إلى طيّئ

1.ص (۳۸) : ۷۲ .

2.في الكافي المطبوع : + «عزّوجلّ» .

3.النساء (۴) : ۱۷۱ .


الشّافي في شرح أصول الكافي 2
334

(أَقِرُّوا لِلّهِ بِالرُّبُوبِيَّةِ، وَلِهؤُلَاءِ النَّفَرِ بِالْوَلَايَةِ وَالطَّاعَةِ، فَقَالُوا: نَعَمْ، رَبَّنَا أَقْرَرْنَا، فَقَالَ اللّهُ لِلْمَلَائِكَةِ: اشْهَدُوا، فَقَالَتِ الْمَلَائِكَةُ: شَهِدْنَا عَلى أَنْ لَا يَقُولُوا غَدا:«إِنَّا كُنَّا عَنْ هَـذَا غَـفِلِينَ»۱أَوْ يَقُولُوا :«إِنَّمَآ أَشْرَكَ ءَابَآؤُنَا مِن قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِّن بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَافَعَلَ الْمُبْطِـلُونَ»۲) . هذا من سورة الأعراف، ويجيء بيانه في رابع السادس «كتاب الإيمان والكفر». ۳(يَا دَاوُدُ، وَلَايَتُنَا مُؤَكَّدَةٌ عَلَيْهِمْ فِي الْمِيثَاقِ) .
إن قلت: ما فائدة هذا السؤال والجواب والإقرار والشهادة مع نسيان بني آدم ذلك؟
قلنا: فائدته الدلالة على ظهور الأمر، وأنّ المخالف مخالف عمدا مع إقرار قلبه به في الدنيا؛ فإنّ جميع ما أقرّوا به معلوم للمخالف، لم يبق إلّا معارضة وهميّة لولاها لم يكن في التصديق ثواب عظيم، وإنّما خالفوا لاتّباع الهوى والآباء والسلاطين، وكسب الوظائف، والفراغ من ضيق الحقّ، كما يشاهد في كلّ زمان.
ولعلّ هذا مخصوص بما عدا المستضعفين والأطفال والمجانين ونحوهم من الطوائف السبع الذين ورد في الأحاديث أنّهم غير مؤاخذين بعدم الإقرار، بل يتعلّق بهم تكليف في الدار الآخرة، كما يجيء في «كتاب الجنائز» في «باب الأطفال» وعدل اللّه فيهم. ۴

1.الأعراف (۷): ۱۷۲.

2.الأعراف (۷) : ۱۷۳ .

3.الكافي ، ج ۲ ، ص ۱۳ ، باب فطرة الخلق على التوحيد ، ذيل ح ۳ .

4.الكافي ، ج ۳ ، ص ۲۴۸ ، باب الأطفال .

  • نام منبع :
    الشّافي في شرح أصول الكافي 2
    المساعدون :
    الدرایتي، محمد حسین
    المجلدات :
    2
    الناشر :
    دار الحدیث
    مکان النشر :
    قم
    تاریخ النشر :
    1430ق / 1388 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 66213
الصفحه من 584
طباعه  ارسل الي