513
الشّافي في شرح أصول الكافي 2

طرف منهما ؟
(قَالَ : لُطْفٌ) ؛ بضمّ اللام وسكون المهملة، وفتحُ اللام والطاء لغةٌ فيه: ضدّ الغلظ . ۱ والمراد به هنا فعل يدلّ على علم فاعله بلطائف الاُمور أي دقائقها وخفاياها .
وقيل: اللطف: الرفق في الفعل، والعلمُ بدقائق المصالح، وإيصالها إلى من قدّرها له من خلقه ؛ يُقال: لطف به وله ـ بالفتح ـ يلطف لطفا: إذا رفق به . انتهى . ۲
وقيل : أي التكليف، أي الأمر والنهي، كما سيجيء . انتهى . ۳ أشار إلى حادي عشر الباب، أو إلى ثالث عشره أيضا .
(مِنْ رَبِّكَ بَيْنَ ذلِكَ) أي بين المذكور من الجبر والتفويض، فهو إقدار فوق ما يقوله المجبّرة وتحت إقدارَيِ التفويض .
بيان ذلك: أنّ المجبّرة ضيّقوا دائرة قدرة العبد، فقال الجهم من المجبّرة : لا قدرة في العبد بل حركة الماشي كحركة المرتعش ، ۴ والأشاعرةَ من المجبّرة يقولون: قدرة العبد على فعلٍ مساوقة لاتّصافه به تبعا للداعي إليه، وقدرته على تركه مساوقة لاتّصافه به تبعا للداعي إليه ، ۵ فقدرة العبد لا تتعلّق عندهم بكلّ من طرفي الفعل والترك .
وأبو الحسين من المجبّرة يقول بامتناع تخلّف المعلول عن العلّة التامّة، ۶
فيلزمه عدم تمكّن العبد إمّا من الفعل، وإمّا من الترك؛ لعدم سبيل له إليه ، وهذان مستلزمان لعدم القدرة في العبد حقيقة. وتفصيله في محلّه .
والمفوّضة ـ أي القائلون بتفويض اللّه تعالى الفعل والترك إلى العبد، وهم جمهور

1.لسان العرب، ج ۹، ص ۳۱۶ (لطف).

2.النهاية ، ج ۴ ، ص ۲۵۱ (لطف) .

3.في حاشية «أ» : «القائل ميرزا محمّد أمين الإسترابادي رحمه الله تعالى ساكن مكّة المشرّفة (منه)» .

4.حكاه ابن أبي العزّ الحنفي في شرح العقيدة الطحاوية ، ص ۴۹۳ عن جهم بن صفوان .

5.محصّل أفكار المتقدّمين والمتأخّرين ، ص ۱۵۲ ؛ شرح المقاصد ، ج ۲ ، ص ۳۵۳ ؛ شرح المواقف ، ج ۶ ، ص ۸۸ .

6.اُنظر قواعد المرام ، ص ۱۰۷ .


الشّافي في شرح أصول الكافي 2
512

تعالى، ومخرجا له تعالى عن غيره. وسيجيء بيانه في شرح ثاني «باب الاستطاعة».
والمراد بالإرادة هنا أعمّ من الخصال الخمس الاُول التي مرَّ بيانها في أوّل الخامس والعشرين.
(قَالَ: فَأَطْرَقَ) أي أرخى عينيه ينظر إلى الأرض، أو المراد سكت ولم يتكلّم.
(طَوِيلاً، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَيَّ ، فَقَالَ: يَا هذَا، لَئِنْ قُلْتُ) ؛ بصيغة المتكلّم.
(إِنَّهُ يَكُونُ فِي مُلْكِهِ مَا لَا يُرِيدُ، إِنَّهُ لَمَقْهُورٌ) أي لزم أن أقول: إنّه لمقهور.
(وَلَئِنْ قُلْتُ : لَا يَكُونُ فِي مُلْكِهِ إِلَا مَا يُرِيدُ ، أَقْرَرْتُ لَكَ بِالْمَعَاصِي) أي بأنّ المعاصي بإرادة اللّه . وهو رجوع عن مذهب القدريّة .
(قَالَ : فَقُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه السلام : سَأَلْتُ هذَا الْقَدَرِيَّ ، فَكَانَ مِنْ جَوَابِهِ كَذَا وَكَذَا ، فَقَالَ : لِنَفْسِهِ نَظَرَ ) أي تأمّل واحتاط لنفع نفسه .
(أَمَا) ؛ بتخفيف الميم ، حرف تنبيه .
(لَوْ قَالَ غَيْرَ مَا قَالَ) أي لو حكم بمذهبه، ولم يرجع عنه، ولم يتردّد فيه .
(لَهَلَكَ) . باستحقاقه النار .
الثامن : (مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ زَعْلَانَ ) ؛ بفتح الزاي وسكون المهملة، من زعل كفرح: إذا نشط .
(عَنْ أَبِي طَالِبٍ الْقُمِّيِّ ، عَنْ رَجُلٍ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه السلام ، قَالَ : قُلْتُ : أَجَبَرَ) ؛ بهمزة الاستفهام، أو من باب الإفعال وتقدير الاستفهام ؛ يُقال: جبره على الأمر وأجبره: إذا أكرهه عليه .
(اللّهُ الْعِبَادَ عَلَى الْمَعَاصِي؟ قَالَ : «لَا» . قال : قُلْتُ : فَفَوَّضَ إِلَيْهِمُ الْأَمْرَ؟) . مضى بيان معنى التفويض في أوّل الباب .
(قَالَ : «لَا» .۱قُلْتُ : فَمَا ذَا؟) أي فما الذي هو ثالث الجبر والتفويض ؟ أبينهما أم في

1.في الكافي المطبوع : + «قال» .

  • نام منبع :
    الشّافي في شرح أصول الكافي 2
    المساعدون :
    الدرایتي، محمد حسین
    المجلدات :
    2
    الناشر :
    دار الحدیث
    مکان النشر :
    قم
    تاریخ النشر :
    1430ق / 1388 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 79477
الصفحه من 584
طباعه  ارسل الي