قبل أن يَمْلِكوا عبادتك» إلى آخره . ۱
والمفوّضة يستعملون الاستطاعة دائما بهذا المعنى إلّا بقرينة . والمراد بالاستطاعة في رابع الباب المعنى الأوّل ؛ لأنّه على طبق اللغة، وفيه الردّ على المجبّرة أوّلاً، وفي الثلاثة الاُخرى المعنى الثاني، لأنّها للردّ على المفوّضة، فليحمل عنوان الباب على بيان كلّ منهما .
وقد يستعمل لفظ الاستطاعة في معنى ثالث، وهو آلة سعة قدرة المخلوق على شيء، أي آلة يظنّ معها في الحال أنّه سيتحقّق القدرة في ذي الآلة على شيء في حال بعد تلك الحال إن لم يترك ذو الآلة باختياره شيئا ممّا يقدر عليه من الشروط لذلك الشيء .
وهو محتمل في قوله تعالى في سورة آل عمران : «وَللّهِِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنْ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً»۲ ، ويجيء في «كتاب الحجّ» في خامس «باب استطاعة الحجّ» . ۳
الأوّل : (عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقَاسَانِيِّ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ ، قَالَ : سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِ الرِّضَا عليه السلام عَنِ الِاسْتِطَاعَةِ) . مراده الاستطاعة بالمعنى الثاني لأفعال الجوارح كالزّني والمشي ونحو ذلك .
(فَقَالَ : يَسْتَطِيعُ الْعَبْدُ) أي لأفعال الجوارح (بَعْدَ أَرْبَعِ خِصَالٍ) ؛ بكسر المعجمة جمع «خَصلة» بفتحها، وهي الحالة. والصفة الاُولى :
(أَنْ يَكُونَ مُخَلَّى) ؛ بالمعجمة بصيغة اسم مفعول باب التفعيل .
(السِّرْبِ) ؛ بكسر السين المهملة وفتحها وسكون الراء المهملة وموحّدة: الطريق؛ أي لا يمنعه أحد من الناس عن الفعل كالحاكم ؛ وبكسر السين المهملة: البال والنفس ؛ أي فارغ البال . الثانية: أن يكون:
(صَحِيحَ الْجِسْمِ) أي لا يكون به مرض لا يقدر معه على الفعل . الثالثة: أن يكون: (سَلِيمَ الْجَوَارِحِ) ؛ بفتح الجيم ؛ أي ليس في الجارحة التي يحتاج إليها في الفعل آفة،