الباب الخامس عشر : بَابُ الْمُسْتَأْكِلِ بِعِلْمِهِ وَالْمُبَاهِي بِهِ
فيه ستّة أحاديث .
روى ابن بابويه في معاني الأخبار عن حمزة بن حمران قال : سمعت أبا عبداللّه عليه السلام يقول : «مَن استأكل بعلمه افتقر» .
فقلت له : جُعلت فداك ، إنّ في شيعتك ومواليك قوما يتحمّلون علومكم ويبثّونها في شيعتكم ، فلا يعدمون على ذلك منهم البرّ والصلة والإكرام .
فقال عليه السلام : «ليس اُولئك بمستأكلين ، إنّما المستأكل بعلمه : الذي يفتي بغير علم ولا هدى من اللّه عزّ وجلّ ؛ ليبطل به الحقوق طمعا في حطام الدنيا» ۱ انتهى .
«الحقوق» : محكمات القرآن الناهية عن اتّباع الظنّ .
إن قلت : ليس هذا عالما .
قلت : بل هو عالم بالرواية وبجواز العمل بدون فتوى وإن لم يكن عالما بالمرويّ ؛ لاحتمال التقيّة ونحو ذلك . والمباهاة : المفاخرة .
الأوّل : (مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ؛ وَعَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ جَمِيعا ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أُذَيْنَةَ ، عَنْ أَبَانِ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ ، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ قَيْسٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : مَنْهُومَانِ) . مبتدأ مع كونه