أحد ، فإذا النبيّ صلى الله عليه و آله نائم في صحن الدار ورأسه على حجر دحية بن خليفة الكلبي ، فقال : السلام عليك ، كيف أصبح رسول اللّه ؟ قال دحية : بخير يا أخا رسول اللّه . قال : جزاك اللّه عنّا أهل البيت خيراً . قال له دحية : إنّي اُحبّك ، وإنّ لك عندي مديحة اُهدي بها إليك : أنت أمير المؤمنين ، وقائد الغرّ المحجّلين ، وسيّد ولد آدم بعد سيّد المرسلين إلى يوم القيامة ، تزفّ أنت وشيعتك مع محمّد صلى الله عليه و آله وحزبه في الجنان ، قد أفلح من تولّاك ، وخاب وخسر من عاداك . بحبّ محمّد أحبّوك، وببغضه أبغضوك ، لا تنالهم شفاعة محمّد . ادنُ من صفوة اللّه ابن عمّك ، فأنت أحقّ به . ثمّ أخذ برأس النبي صلى الله عليه و آله فوضعه في حجره .
فانتبه النبي صلى الله عليه و آله فقال : ما هذه الهمهمة ؟ فأخبره الحديث ، فقال النبي صلى الله عليه و آله : إنّه لم يكن دحية ، كان جبرئيل سمّاك بأسماء سمّاك اللّه بها ، وهو الذي ألقى مودّتك في صدور المؤمنين ورهبتك في صدور الكافرين ، مصداقه قوله تعالى :« الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمـنُ وُدّاً »۱.۲للأمير صلاح بن إبراهيم الحسني، ص ۸۵ ـ ۸۶ المطبوع بتحقيقنا .
[ و ] روى أبو صالح عن ابن عبّاس ، في قوله تعالى : « قُلِ الْحَمْدُ للّهِِ وَسَلَامٌ عَلى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفى »۳ قال : هم أهل بيت رسول اللّه صلى الله عليه و آله : عليّ بن أبي طالب وفاطمة والحسن والحسين وأولادهم إلى يوم القيامة ، هم صفوة اللّه وخيرته ۴ ] ).
المطلب الرابع
وهو ما ذكره محمّد بن يوسف الكنجي الشافعي في كتابه كفاية الطالب ۵ في مناقب عليّ بن أبي طالب عليه السلام ۶ في سؤال أبي عقال ، قال : حدّثنا الحسن بن عليّ بن شهاب بن مالك ،
1.سورة مريم ، الآية ۹۶ .
2.اليقين لابن طاووس ص ۱۲۹ و۴۴۰ ـ ۴۴۱ ؛ الأمالي للطوسي، ص ۶۰۴ ؛ بشارة المصطفى، ص ۱۶۱ ؛ مناقب آل أبي طالب، ج ۲، ص ۲۵۴ ؛ المناقب للخوارزمي، ص ۳۲۳؛ وعنه كشف اليقين للحلّي ۲۷۱ ؛ كشف الغمّة، ج ۱، ص ۳۵۰ ، وانظر شرح الأخبار، ج ۱، ص ۲۰۲ . وراجع كتاب الكواكب الدريّة
3.سورة النمل، الآية ۵۹ .
4.مناقب آل أبي طالب، ج ۳، ص ۱۵۲ .
5.«ألف» : «كفاية الطالبين» . «ب» : «كفاية المطالب»، وكلاهما تصحيف .
6.كفاية الطالب، ص ۳۱۵ ـ ۳۱۶ .