منهاج الحقّ و اليقين في تفضيل عليّ أميرالمؤمنين علي سائر الأنبياء و المرسلین - الصفحه 47

أمر الطائر ؟ فقلنا : هو كذلك . فقال : أنا رجل صيّاد وقد علمت إشارته ، وأنتما نبيّان لا تعلمان ! فقلنا : لا نعلم إلّا ما علّمنا اللّه تعالى . فقال : هذا الطائر في البحر يسمّى مسلماً؛ لأنّه إذا صاح يقول في صياحه : مسلم . فإشارته برمي الماء من منقاره نحو المشرق والمغرب والسماء والأرض وفي البحر ، يقول : يأتي في آخر الزمان نبيّ يكون علم أهل المشرق والمغرب، والسماوات والأرض 1 عند علمه مثل هذه القطرة الملقاة في هذا البحر ، ويرث علمه ابن عمّه ووصيّه عليّ بن أبي طالب عليه السلام . فعند ذلك سكن ما كنّا فيه من التشاجر ، واستقلّ كلّ واحد منّا علمه [ بعد أن كنّا مُعجبين بأنفسنا ، ثمّ غاب عنّا فعلمنا أنّه ملك بعثه اللّه إلينا ليعرّفنا نقصاننا حيث ادّعينا الكمال ] 2 .
وإذاً كان علم أهل السماوات والأرض 3 عند علمه كالقطرة الملقاة في البحر، وموسى والخضر هما نبيّان ، ولا يكون رجحان الفضائل إلّا بالعلم وزيادة العمل 4 وهو حاصل لعليّ عليه السلام مع كمال المنزلة من اللّه تعالى ، وقال عليّ عليه السلام : علّمني رسول اللّه صلى الله عليه و آله ألف باب من العلم ، ففتح لي من كلّ باب ألف باب 5 .
وأيضاً من ذلك ما رواه الغزالي بعبارة اُخرى في رسالة العلم اللدنيّ 6 ما هذا لفظه : قال أمير المؤمنين عليه السلام : إنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله أدخل لسانه في فمي ، فانفتح في قلبي ألف باب ، ففتح لي من كلّ باب ألف باب .

المطلب الثامن

ومن ذلك ما ذكره الشيخ أبو جعفر الطوسي في كتابه مصباح الأنوار في مناقب الأئمّة الأطهار ۷ أنّ سلمان الفارسي والمقداد بن الأسود وأبوذرّ الغفاري وجماعة من أصحاب

1.«ألف» : أهل السماوات والأرض والمشرق والمغرب .

2.مِن تأويل الآيات الظاهرة .

3.«ب» : وعلم أهل الأرض .

4.«ب» : وزيادة العمل والعصمة .

5.تجده قريباً بهذا اللفظ في الأمالي للصدوق، ص ۷۳۷ ؛ الخصال، ص ۵۷۲ ؛ مناقب آل أبي طالب عليهم السلام ، ج ۱، ص ۲۰۴ ؛ كشف الغمّة، ج ۱، ص ۱۳۰ ؛ تاريخ مدينة دمشق، ج ۴۲، ص ۳۸۵ .

6.نقله عنه ابن طاووس في الطرائف، ص ۱۳۶ .

7.نقله عنه البحراني في مدينة المعاجز، ج ۱، ص ۵۶ .

الصفحه من 81