تاريخ النشر: 24/01/32
رقم الخبر 6137

المناهج الساذجة للمستشرقين في دراساتهم الحديثية

المناهج الساذجة للمستشرقين في دراساتهم الحديثية

الخمیس ۲۴ محرم الحرام ۱۴۳۲

المناهج الساذجة للمستشرقين في دراساتهم الحديثية

اشار مدير مكتب الاستشراق والحديث إلى ضرورة استخدام مناهج واساليب مجدية في أبحاث الحديث، وقال: يستخدم المستشرقون في دراساتهم مناهجا فعالة ومثمر، حيث يمكن استخدام نفس هذه المناهج في الدراسات الحديثية.
واعتبر حجة الإسلام الشيخ علي راد مدير مكتب الاستشراق والحديث معرفة الفراغات واطار الأبحاث ونوع المواضيع التي يختارها المستشرقون في دراستهم للحديث ذات اهمية للباحث المسلم، واضاف: من الضروري الاطلاع على آراء وافكار المستشرقين في مجال الحديث من اجل نقد ورد آرائهم.
واضاف بخصوص ضرورة دراسة أبحاث المستشرقين في مجال الحديث: يواجهنا مفهومان في دراسة الاستشراق، وهما: الاستشراق، والشرق الجغرافي.
حيث يمكن تسمية هذا النوع الخاص بالشرق الجغرافي بالاستشراق، ولكن اذا كان المقصود منه الشرق الفكري والثقافي، فان مجال الدراسات الاستشراقية تكون مختلفة عن المفهوم الأول للاستشراق بعض الشيء.
واضاف الشيخ علي راد: من الواضح ان الشرق بمعناه الجغرافي وعلى مر التاريخ كان عرضة للتغييرات المكانية والجغرافية، اذا لا يمكن تحديد معيار أو حدود للشرق الجغرافي، وقد اشار إلى هذا المعنى الكثير من المستشرقين امثال: رودي بارت المستشرق الالماني، حيث اعتبر ان المراد من الاستشراق بلغة علمية تخصصية هو: دراسات الشرق الفكري والثقافي، ومن جملة هذه الدراسات دراسة الاديان الشرقية.
وأشار أيضا إلى ضرورة التعرف على أبحاث المستشرقين في مجال الحديث ليتعرف المحققون في مجال أبحاث الحديث على ذلك، وقال: ويمكن بيان هذه الضرورة من خلال المحاورة التالية:
اولا: ان الاستشراق اليوم هو جريان علمي مزدهر وواسع وبالخصوص في مجال أبحاث الحديث، وان الاطلاع على آراء وافكار المستشرقين في مجال الحديث هو حاجة علمية ملحة للمحققين المسلمين.
وهذا بمعنى انه عندما تقدم نظرية أو مقالة جامعة وكاملة وبدون الاطلاع على نظريات المستشرقين في هذا المجال أو ذاك فهذا يعد بعيدا عن المنطق العلمي.
واضاف مدير مكتب الاستشراق والحديث: ان بعض أبحاث الحديث للمستشرقين تشوبها اغراض سياسية وغير العلمية، وفي بعض الاحيان اخطاء بحثية فاحشة. ان الاطلاع على هذا النواقص ونقدها يمكن ان يساعد في اثراء التراث العلمي الخاص بالحديث، وهذا لا يمكن ان يتحصل الا بالتعرف على آثار وآراء المستشرقين.
وأشار الشيخ علي راد إلى ضرورة أخرى، وقال: اليوم في الغرب فان الدعاة للاسلام في المراكز الاكاديمة وفي بعض الاحيان في المجالات العامة تأثروا بكتابات ومقالات هؤلاء المستشرقين الذين كتبوا عن الجيل الأول وتطرقوا إلى مواضيع حساسة كالحديث الشريف والذي يعد من أهم المصادر في الدراسات الإسلامية، ولذا فان التعرف على دراسات المستشرقين من اجل الوقوف على اخطائهم ومعرفة اشكلاتهم ضروري ومهم.
وقد قسم الشيخ علي راد النقد الوارد على دراسات المستشرقين في مجال الحديث إلى قسمين، وقال: من البديهي ان أي حركة فكرية لا تسلم من العيوب والنواقص، وليس الاستشراق العلمي مستثنى من ذلك، القسم الأول: النقد الخاص بالبعد النفسي والقصدي للمستشرقين في مجال الحديث الشريف، حيث نشاهد بعض الكتاب المسلمين يستخدمون هذا النوع من النقد في كتبهم ويكتفون بهذا المجال فقط، ومن جملة ذلك: خلط دراسات المستشرقين بالاغراض السياسية، ونقدهم باعتبارهم يدرسون الحديث من اجل ابطاله واسقاطه من الاعتبار، والجرح بمكانة الحديث، وغيرها من امثال ذ لك.
واضاف: على الرغم من كون هذه الإشكالات يمكن في بعض الحالات اعتبارها وجيهة، ولكن في المجال العلمي والتخصصي للحديث فهي ساقطة من الاعتبارة، أي لا يمكن اعتبار احد - سواء كان مسلما ام مستشرقا - بان كتابته غير علمية بسبب احتمال سوء نيته.
وقال أيضا: يمكن من خلال نقد وتمحيص افكار ومؤلفات المستشرقين في مجال الحديث استخلاص مناهج يمكن ان تكون علمية.
وذكر أيضا ان المانيا وهولندا هي المراكز الرئيسية والتخصصية لدراسات الحديث في العالم، وقال: ان هذه المراكز تقوم بدراسات علمية تخصصية بحثية في مجال الحديث.
واعتبر الشيخ علي راد ان تاريخ دراسات الحديث عند المستشرقين يرجع إلى القرن السابع عشر، وقال: كان أول الامر عندما كتب هربلو المستشرق الفرنسي دائرة المعارف الخاصة بالشرق وافرد مدخلا خاصا بالحديث عند المسلمين، وتكلم عن مدى صحة الروايات الإسلامية واعتبرها مجعولة ومزورة.
وقد عد الشيخ راد أهم المناهج التحقيقية والبحثية التي يعتمدها المستشرقون في دراساتهم للحديث وذلك حسب مؤلفاتهم كالتالي: احياء وتصحيح النسخ الخطية القديمة وطباعتها، اعداد الفهارس الاجمالية والتفصيلة للأحاديث، اعداد وتنظيم الفهارس الموضوعية للأحاديث، دراسة سيرة وشخصية الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله)، أبحاث نقدية وتحليلية لتاريخ الحديث والاسناد.
وأشار الباحث في علوم الحديث إلى تكون الاسلوب العلمي والتخصصي في الدراسات الحديثية عند المستشرقين، وقال: شهدنا بعد القرن السابع عشر تكون نمط الدراسات العلمية التخصصية للحديث بين المستشرقين، كما شهدنا دراسات نقدية للسيرة النبوية، وتزوير الأحاديث الإسلامية، التشكيك في اصالة علم الرجال، وكذا فقه الحديث، ونقد الحديث كذلك، يمكن مشاهدة ذروة تلك الأبحاث والدراسات في آثار (كلدزيهر) و (شاخت) و(خوتير يونبل) و (موتسكي).

المصدر: