117
الكافي ج1

قَوْمٌ وَصَفُوا عَدْلاً بِأَلْسِنَتِهِمْ ثُمَّ خَالَفُوهُ ۱ إِلى غَيْرِهِ» ۲ .

المرحلة الثالثة : مقابلة الكافي مع النسخ الخطّيّة والفرعيّة

لا شكّ أنّ المقابلة مع النسخ الخطّيّة تعتبر من الأركان المهمّة في عمل التصحيح، وهذا العمل ـ مضافا إلى أنّه يستغرق زمانا طويلاً ـ بحاجة إلى دقّة كثيرة، وتتضاعف صعوبة العمل عندما تكون أكثر النسخ رديئة الخطّ ولا تقرأ إلّا بصعوبة شديدة، وفي موارد عديدة وكثيرة تسخدم العدسات المكبّرة لقراءة كلمة مّا، أو يستعان بعدّة أفراد متخصّصين لقرائتها وتشخيصها.
وممّا يزيد في مشقّة العمل أنّنا نرى أنّ بعض النسخ التي ينبغي مقابلتها قد قوبلت مع أصلها، واُثبت ما سقط أو صحّح منها في حاشيتها، وكما أنّ أكثر النسخ الخطّيّة قد قوبلت مرّة اُخرى مع سائر النسخ واُثبتت الاختلافات في الحاشية برموز معيّنة، ولكي تميّز النسخة الجديدة عن نسخة الأصل استدعى ذلك وقتا طويلاً، فكان العمل بحاجة إلى دقّة شديدة وسعة تُتحمّل معها المشقّة. وقد سعينا أن نُوجد الظروف الملائمة لعمل المقابلة؛ كي ننقل الاختلافات الواردة في النسخ ومعرفة حواشيها بدقّة وأمانة.
و من الطبيعي أنّ مَن يقوم بالمقابلة مهما كانت دقّته، فسوف تفوته بعض الاختلافات، ومقتضى إتقان العمل مقابلة كلّ متن مع النسخة الواحدة مقابلتين كاملتين كي يحصل الإطمينان بنقل جميع الاختلافات الواردة فيه، ولكنّنا لم نقم بهذا العمل وذلك لكثرة نسخ الكافي، فهو غير ممكن في فترة زمنيّة محدّدة، بل يقتضي وقتا طويلاً، ولذا اكتفينا بأن نقابل كلّ نسخة مرّة واحدة مع ملاحظة الدقّة والعناية الشديدتين، وسعينا أن نراجع مراجعات متعدّدة في خصوص الموارد المهمّة لكي نجبر النواقص المحتملة.
وفي هذه المرحلة قمنا بمقابلة كلّ كتاب من كتب الكافي مقابلة دقيقة مع سبع إلى إحدى عشرة نسخة خطّيّة، مضافا إلى مقابلة جميع النسخ الفرعيّة التي تقدّم ذكرها، ونقلنا جميع الاختلافات الواردة فيها.
وكان العمل في هذه المرحلة مثمرا جدّا حيث إنّه ـ مضافا إلى أنّنا استعنّا به في تصحيح الكافي ـ تمّ حفظه كأسناد قيّمة يمكن الرجوع إليها والاستفادة منها في أيّ وقت.

16 ـ بَابُ النَّوَادِرِ ۳۴

۱۲۸.عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ، عَنْ حَفْصِ بْنِ الْبَخْتَرِيِّ رَفَعَهُ، قَالَ :
كَانَ أَمِيرُ الْمُوءْمِنِينَ عليه ‏السلام يَقُولُ : «رَوِّحُوا ۵ أَنْفُسَكُمْ بِبَدِيعِ الْحِكْمَةِ؛ فَإِنَّهَا تَكِلُّ كَمَا تَكِلُّ الاْءَبْدَانُ» ۶ .

۱۲۹.عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ نُوحِ بْنِ شُعَيْبٍ النَّيْسَابُورِيِّ۷، عَنْ عُبَيْدِ اللّه‏ِ بْنِ عَبْدِ اللّه‏ِ الدِّهْقَانِ، عَنْ دُرُسْتَ بْنِ أَبِي مَنْصُورٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ أَخِي شُعَيْبٍ الْعَقَرْقُوفِيِّ، عَنْ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللّه‏ِ عليه ‏السلام يَقُولُ: «كَانَ أَمِيرُ الْمُوءْمِنِينَ عليه ‏السلام يَقُولُ: يَا طَالِبَ الْعِلْمِ، إِنَّ

1.. في الوافي: «خالفوا».

2.. الزهد ، ص ۱۳۷ ، ح ۱۸۴ ، عن النضر بن سويد . الكافي ، كتاب الإيمان و الكفر ، باب من وصف عدلاً وعمل بغيره، ح ۲۵۱۷، بسند آخر عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه‏ عليه ‏السلام . المحاسن ، ص ۱۲۰ ، كتاب عقاب الأعمال ، ح ۱۲۴ ، بسند آخر مع اختلاف . وفي فقه الرضا عليه ‏السلام ، ص ۳۷۶ ؛ وتفسير القمّي ، ج ۲ ، ص ۱۲۳ ، مرسلاً مع زيادة في أوّله . راجع: الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب زيارة الإخوان، ح ۲۰۷۷؛ و باب من وصف عدلاً وعمل بغيره، ح ۲۵۱۵ و ح ۲۵۱۶ و ح ۲۵۱۸ ؛ والزهد ، ص ۷۸ ، ح ۳۸ الوافي ، ج ۱ ، ص ۲۲۰، ح ۱۵۳؛ الوسائل، ج ۱۵ ، ص ۲۹۶ ، ح ۲۰۵۵۷؛ البحار، ج ۷۲ ، ص ۲۲۴ ، ح ۴ .

3.. في مرآة العقول ، ج ۱ ، ص ۱۵۴ : «باب النوادر ، أي أخبار متفرّقة مناسبة للأبواب السابقة ولايمكن إدخالها فيها ولا عقد باب لها ؛ لأنّها لايجمعها باب ، ولايمكن عقد باب لكلّ منها».

4.الطبعة القدیمة للکافی : ۱/۴۸

5.. «روّحوا أنفسكم»، أي اجعلوها في راحة ، من الروح بمعنى الراحة ، أو اجعلوها طيّبة الرائحة ، من الرَوْح بمعنى نسيم الريح ورائحتها الطيّبة ، تقول: روّحت الدهن ، أي جعلت فيه طيبا طابت به ريحُه . كلاهما محتمل معا أو منفردا . اُنظر : الصحاح ، ج ۱، ص ۳۶۸؛ المصباح المنير ، ص ۲۴۲ (روح) .

6.. الوافي ، ج ۱، ص ۳۰۳ ، ح ۴۴۷.

7.. في «ألف ، ج، ض، بح» : «النيشابوري».


الكافي ج1
116

تَلَظّى ۱ عَلَيْهِمُ النَّارُ ؟!» ۲ .

ب ـ مصادر الكافي

المراد من مصادر الكافي: هي الكتب الروائيّة المتقدّمة عليه والتي للمرحوم الكليني طريق وسند خاصّ إلى مؤلّفيها أو إلى نفس هذه الكتب وصرّح بذلك؛ مثل: المحاسن، بصائر الدرجات وغيرهما .

ج ـ المصادر الروائيّة المهمّة للشيعة

ويراد بها الكتب التي نقلت عن الكافي أو الكليني بواسطة أو عدّة وسائط مشخّصة ومعيّنة، كأكثر الروايات المنقولة في التهذيب والاستبصار، وكذا بعض روايات الفقيه وبقية كتب الشيخ الصدوق.

۱۲۶.عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ؛ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ جَمِيعاً، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ، عَنْ جَمِيلِ بْنِ دَرَّاجٍ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللّه‏ِ عليه ‏السلام يَقُولُ: «إِذَا بَلَغَتِ النَّفْسُ ۳ هَاهُنَا ـ وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلى حَلْقِهِ ـ لَمْ يَكُنْ لِلْعَالِمِ تَوْبَةٌ»، ثُمَّ قَرَأَ : «إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللّه‏ِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ»۴ » ۵ .

۱۲۷.مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ يَحْيَى الْحَلَبِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْمُكَارِي، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه ‏السلام فِي قَوْلِ اللّه‏ِ عَزَّوَجَلَّ : «فَكُبْكِبُوا۶فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ»۷ ، قَالَ: «هُمْ

1.. «تلظّى»: أصله تتلظّى، بمعنى تلتهب وتشتعل اُنظر : لسان العرب، ج ۱۵ ، ص ۲۴۸ (لظى).

2.. الوافي ، ج ۱، ص ۲۱۸ ، ح ۱۵۱.

3.. يجوز في الفاء الفتح والسكون، والأوّل هو مختار صدر المتألّهين في شرحه؛ والثاني مختار الفيض في الوافي وقال المازندراني : «كلاهما مناسب».

4.. النساء (۴) : ۱۷ .

5.. الكافي ، كتاب الإيمان و الكفر ، باب فيما أعطى اللّه‏ عزّوجلّ آدم عليه ‏السلام و...، ح ۲۹۸۶ ، عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه، عن ابن أبي عمير ، عن جميل، عن زرارة ، عن أبي جعفر عليه ‏السلام . الزهد، ص ۱۴۰ ، ح ۱۹۳ عن محمّد بن أبي عمير ، عن جميل بن درّاج، عن أبي جعفر عليه ‏السلام (وفي سنده خلل لامحالة) ؛ تفسير العيّاشي ، ج ۱ ، ص ۲۲۸ ، ح ۶۴ عن زرارة ، عن أبي جعفر عليه ‏السلام ؛ وفي كلّها مع اختلاف يسير الوافي ، ج ۱، ص ۲۱۸ ، ح ۱۵۲؛ الوسائل ، ج ۱۶ ، ص ۸۷ ، ح ۲۱۰۵۶.

6.. «فكبكبوا»، أي جُمعوا ثمّ رُمي بهم في هُوّة النار ؛ من الكبكبة ، بمنى الرمي في الهُوّة ، أو طرح وقلب بعضهم ؛ على بعض، أو دُهْوِرُوا ، أي إذا اُلقي في النار ينكبّ مرّة بعد مرّة حتّى يستقرّ فيها ، أو اُسقطوا على وجوههم ؛ من الكبّ بمعنى إسقاط الشيء على وجهه . اُنظر: المفردات للراغب ، ص ۶۹۵؛ لسان العرب ، ح ۱ ، ص ۶۹۷ (كبب).

7.. الشعراء (۲۶) : ۹۴ . و«الغاوون»، أي الضالّون الخائبون؛ من الغيّ، بمعنى الضلال والخيبة . اُنظر: الصحاح، ج ۶ ، ص ۲۴۵۰ (غوى).

  • نام منبع :
    الكافي ج1
    تعداد جلد :
    15
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1387 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
عدد المشاهدين : 294550
الصفحه من 728
طباعه  ارسل الي