يَعْنِي قَصَدُوا نَحْوَهَا يَرْمُونَهَا بِالْجَنَادِلِ، يَعْنِي الْحَصَى الصِّغَارَ الَّتِي تُسَمّى بِالْجِمَارِ.
وَقَالَ بَعْضُ شُعَرَاءِ الْجَاهِلِيَّةِ شِعْراً ۱ :
مَا كُنْتُ أَحْسَبُ أَنَّ بَيْتاً ظَاهِراًلِلّهِ فِي أَكْنَافِ مَكَّةَ يُصْمَدُ۲
يَعْنِي: يُقْصَدُ ۳ .
وَقَالَ الزِّبْرِقَانُ ۴ :
[ .................................]وَ لاَ رَهِيبَةَ۵إِلاّ سَيِّدٌ صَمَدٌ۶
1.. في «ب ، ج، بر ، بف» وشرح صدر المتألّهين والوافي : - «شعرا» .
2.. البيت من البحر الكامل . والقائل من شعراء الجاهليّة كما نسبه الشيخ الكليني قدّس سرّه . والأكناف : جمع كنف ، وكنف الشيء : جانبه أو ناصيته . ويصمد بمعنى يقصد كما في المتن (النهاية ، ج ۴ ، ص ۲۰۵ كنف ؛ و ج ۳ ، ص ۵۲ ، صمد) .
3.. في «ج»: «يقصده».
4.. هكذا في «ح ، ش ، ض ، بح ، بس ، بش ، بو ، جس ، جم ، جه ، جو». وفي سائر النسخ والمطبوع : «ابن الزبرقان » . و سيأتي الكلام عنه في التعليقة الآتية .
5.. في «ف» : «رهبة» . وفي شرح صدر المتألّهين والوافي : «رهينة» . وفي شرح المازندراني : «رُهَيْبة ـ على التصغير ـ : اسم رجل». وقال المحقّق الشعراني في هامش شرح المازندراني ، ج ۴ ، ص ۸۴ : «لم نَر في رجال العرب اسم رُهيبة».
6.. هذا هو عجز بيت صدره : «سيروا جميعا بنصف الليل واعتمدوا » . الوزن : بسيط . وقائله : الزبرقان بن بدر بن امرئ القيس التميمي السعدي ، واسمه حصين بن بدر ولقّب بالزبرقان لجماله ؛ لأنّ الزبرقان في اللغة يعني البدر ليلة تمامه . وقيل : الزبرقان : الخفيف اللحية ، وقد كان هو كذلك . وقيل : سمّي كذلك ؛ لأنّه لبس عمامة مزبرقة بالزعفران ، يقال : زبرق الثوب ، إذا صبغه بصفرة أو حمرة . (اُنظر : لسان العرب ، ج ۱۰ ، ص ۱۳۷ـ۱۳۸ ؛ الصحاح ، ج ۴ ، ص ۱۴۸۸ـ۱۴۸۹ ، زبرق) . والزبرقان : صحابي ، كان ينزل مع قومه في بادية البصرة ، فوفد على النبيّ صلى الله عليه و آله هو وقومه ، وكان هو أحد ساداتهم ، فأسلموا سنة ۹ ه فجعله النبيّ صلى الله عليه و آله على صدقات قومه ، وكفّ بصره في آخر عمره فتوفّي نحو سنة ۴۵ ه ، وكان فصيحا شاعرا. (اُسد الغابة ، ج ۲ ، ص ۱۹۴ ؛ الإصابة ، ج ۱ ، ص ۵۴۳ ؛ جمهرة أنساب العرب ، ص ۲۱۸ ؛ زهر الآداب ، ج ۱ ، ص ۳۹ ؛ خزانة الأدب ، ج ۳ ، ص ۲۰۷ ؛ لسان العرب ، ج ۱۰ ، ص ۱۳۸ ، زبرق ؛ شعراء النصرانيّة ، ج ۲ ، ص ۲۹ و ۳۷ ؛ الأعلام للزركلي ، ج ۳ ، ص ۴۱) . وقد أورده أبوعبيدة في مجاز القرآن والقالي في الأمالي والطبري والطوسي والطبرسي والقرطبي في تفاسيرهم وياقوت الحموي في معجم البلدان وغيرهم . (مجاز القرآن ، ج ۲ ، ص ۳۱۶ و ۹۵۱ ؛ الأمالي للقالي ، ج ۲ ، ص ۲۸۸ ؛ تفسير الطبري ، ج ۳۰ ، ص ۲۲۴ ؛ التبيان ، ج ۱۰ ، ص ۴۳۱ ؛ معجم البيان ، ج ۱ ، ص ۸۵۷ ؛ تفسير القرطبي ، ج ۲۰ ، ص ۲۴۵ ؛ معجم البلدان ، ج ۴ ، ص ۹۳ ؛ شعراء النصرانيّة ، ج ۲ ، ص ۳۶). وجميع هؤلاء نسبوه إلى الزبرقان ، ولكنّ الموجود في الكافي المطبوع نسبته إلى ابن الزبرقان ، والأوّل هو الصحيح .
شرح الغريب منه : البيت من قصيدة قالها الشاعر حينما حمل صدقات قومه إلى أبي بكر ، وقد روى بعض أبياتها في معجم البلدان ، ج ۴ ، ص ۸۲ . و«رهيبة » اسم رجل ، لكنّه لم يوجد في أعلام العرب ـ قسم الرجال ـ والموجود في جميع المصادر التي نقلت هذا البيت : «رهينة » . والصمد : السيّد المصمود إليه في الحوائج ، وقيل : الكامل الذي لا عيب فيه . (لسان العرب ، ج ۳ ، ص ۲۵۸-۲۵۹ ، صمد) . والشاهد فيه : قوله : «الصمد » أي المصمود إليه ، أو المقصود في الحوائج .