335
الكافي ج1

۱ شَيْءٍ خَلَقَ مَا كَانَ» فَنَفى «مِنْ»؛ إِذْ كَانَتْ ۲ تُوجِبُ ۳ شَيْئاً، وَنَفَى الشَّيْءَ؛ إِذْ كَانَ كُلُّ شَيْءٍ مَخْلُوقاً مُحْدَثاً، لاَ مِنْ أَصْلٍ أَحْدَثَهُ الْخَالِقُ كَمَا قَالَتِ الثَّنَوِيَّةُ: إِنَّهُ خَلَقَ مِنْ أَصْلٍ قَدِيمٍ، فَلاَ يَكُونُ تَدْبِيرٌ ۴ إِلاَّ بِاحْتِذَاءِ مِثَالٍ ۵ .
ثُمَّ قَوْلِهِ ۶ عليه ‏السلام : «لَيْسَتْ لَهُ صِفَةٌ تُنَالُ، وَلاَ حَدٌّ يُضْرَبُ ۷ لَهُ فِيهِ الاْءَمْثَالُ، كَلَّ دُونَ صِفَاتِهِ تَحْبِيرُ اللُّغَاتِ» فَنَفى عليه ‏السلام أَقَاوِيلَ الْمُشَبِّهَةِ حِينَ شَبَّهُوهُ بِالسَّبِيكَةِ وَالْبِلَّوْرَةِ، وَغَيْرَ ذلِكَ مِنْ أَقَاوِيلِهِمْ مِنَ الطُّولِ وَالاِسْتِوَاءِ، وَقَوْلَهُمْ: «مَتى مَا لَمْ تَعْقِدِ ۸ الْقُلُوبُ مِنْهُ عَلى كَيْفِيَّةٍ، وَلَمْ تَرْجِعْ إِلى إِثْبَاتِ هَيْئَةٍ ۹ ، لَمْ تَعْقِلْ شَيْئاً، فَلَمْ ۱۰ تُثْبِتْ صَانِعاً» فَفَسَّرَ ۱۱ أَمِيرُ الْمُوءْمِنِينَ عليه ‏السلام أَنَّهُ وَاحِدٌ بِلاَ كَيْفِيَّةٍ، وَأَنَّ ۱۲ الْقُلُوبَ تَعْرِفُهُ بِلاَ تَصْوِيرٍ وَلاَ إِحَاطَةٍ.
ثُمَّ قَوْلِهِ عليه ‏السلام : «الَّذِي لاَ يَبْلُغُهُ بُعْدُ الْهِمَمِ، وَلاَ يَنَالُهُ غَوْصُ الْفِطَنِ، وَتَعَالَى الَّذِي لَيْسَ لَهُ وَقْتٌ مَعْدُودٌ، وَلاَ أَجَلٌ مَمْدُودٌ، وَلاَ نَعْتٌ مَحْدُودٌ».
ثُمَّ قَوْلِهِ عليه ‏السلام : «لَمْ يَحْلُلْ فِي الاْءَشْيَاءِ؛ فَيُقَالَ: هُوَ فِيهَا كَائِنٌ، وَلَمْ يَنْأَ عَنْهَا؛ فَيُقَالَ: هُوَ مِنْهَا بَائِنٌ» فَنَفى عليه ‏السلام ۱۳ بِهَاتَيْنِ الْكَلِمَتَيْنِ صِفَةَ الاْءَعْرَاضِ وَالاْءَجْسَامِ؛ لاِءَنَّ مِنْ صِفَةِ الاْءَجْسَامِ التَّبَاعُدَ وَالْمُبَايَنَةَ، وَمِنْ صِفَةِ الاْءَعْرَاضِ الْكَوْنَ فِي الاْءَجْسَامِ بِالْحُلُولِ عَلى غَيْرِ مُمَاسَّةٍ

1.الطبعة القدیمة للکافی : ۱/۱۳۷

2.. في «بر» وشرح صدر المتألّهين : «كان».

3.. في «ف ، بر» وشرح صدر المتألّهين : «يوجب».

4.. في «ض ، بس» وشرح المازندراني : «تدبيرا».

5.. في «بر» : «إلاّ بالاحتذاء بمثاله».

6.. «قوله» بالجرّ ـ وكذا ما يأتي ـ عطفا على كلمة «قوله» في قوله: «ألا ترون إلى قوله» . اُنظر : شرح المازندراني ، ج ۴ ، ص ۲۰۲؛ مرآة العقول ، ج ۲، ص ۹۱.

7.. هكذا في النسخ التي قوبلت . وفي المطبوع : «تضرب» .

8.. في «بح»: «لم يعقد».

9.. في حاشية «بح»: «ماهيّة».

10.. في شرح صدر المتألّهين : «ولم».

11.. في «بح» وشرح المازندراني : «فعبّر» واستظهر ما في المتن.

12.. في «ض»: «فإنّ».

13.. في «بس» وحاشية «ض، بر» وشرح المازندراني : + «عنه».


الكافي ج1
334

طَلَبَ عِلْمَ التَّوْحِيدِ إِذَا تَدَبَّرَهَا وَفَهِمَ مَا فِيهَا، فَلَوِ اجْتَمَعَ أَلْسِنَةُ الْجِنِّ وَالاْءِنْسِ ـ لَيْسَ فِيهَا لِسَانُ نَبِيٍّ ـ عَلى أَنْ يُبَيِّنُوا ۱ التَّوْحِيدَ بِمِثْلِ مَا أَتى بِهِ ـ بِأَبِي وَأُمِّي ـ مَا قَدَرُوا عَلَيْهِ، وَلَوْ لاَ إِبَانَتُهُ عليه ‏السلام ، مَا عَلِمَ النَّاسُ كَيْفَ يَسْلُكُونَ سَبِيلَ التَّوْحِيدِ.
أَ لاَ تَرَوْنَ إِلى قَوْلِهِ: «لاَ مِنْ شَيْءٍ كَانَ، وَلاَ مِنْ شَيْءٍ خَلَقَ مَا كَانَ» ۲ فَنَفى بِقَوْلِهِ: «لاَ مِنْ شَيْءٍ كَانَ» مَعْنَى الْحُدُوثِ، وَكَيْفَ أَوْقَعَ ۳ عَلى مَا أَحْدَثَهُ صِفَةَ الْخَلْقِ وَالاِخْتِرَاعِ بِلاَ أَصْلٍ وَلاَ مِثَالٍ ۴ ؛ نَفْياً ۵ لِقَوْلِ مَنْ قَالَ: إِنَّ الاْءَشْيَاءَ كُلَّهَا مُحْدَثَةٌ، بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ؛ وَإِبْطَالاً لِقَوْلِ الثَّنَوِيَّةِ الَّذِينَ زَعَمُوا ۶ أَنَّهُ لاَ يُحْدِثُ شَيْئاً إِلاَّ مِنْ أَصْلٍ، وَلاَ يُدَبِّرُ إِلاَّ بِاحْتِذَاءِ مِثَالٍ، فَدَفَعَ ۷ عليه ‏السلام بِقَوْلِهِ: «لاَ مِنْ شَيْءٍ خَلَقَ مَا كَانَ» جَمِيعَ حُجَجِ الثَّنَوِيَّةِ وَشُبَهِهِمْ؛ لاِءَنَّ أَكْثَرَ مَا يَعْتَمِدُ ۸ الثَّنَوِيَّةُ فِي حُدُوثِ الْعَالَمِ أَنْ يَقُولُوا: لاَ يَخْلُو مِنْ أَنْ يَكُونَ الْخَالِقُ خَلَقَ الاْءَشْيَاءَ مِنْ شَيْءٍ، أَوْ مِنْ لاَ شَيْءٍ ۹ ، فَقَوْلُهُمْ: «مِنْ شَيْءٍ» خَطَأٌ، وَقَوْلُهُمْ: «مِنْ لاَ شَيْءٍ ۱۰ » مُنَاقَضَةٌ وَإِحَالَةٌ؛ لاِءَنَّ «مِنْ» تُوجِبُ ۱۱ شَيْئاً، وَ«لاَ شَيْءٍ» تَنْفِيهِ ۱۲ ، فَأَخْرَجَ أَمِيرُ الْمُوءْمِنِينَ عليه ‏السلام هذِهِ اللَّفْظَةَ عَلى أَبْلَغِ الاْءَلْفَاظِ وَأَصَحِّهَا، فَقَالَ عليه ‏السلام : «لا مِنْ

1.. في «ب ، بح»: «أن يثبتوا».

2.. في شرح صدر المتألّهين ، ص ۳۴۳ : «أقول : إنّه رحمه اللّه‏ تعالى جعل قوله عليه ‏السلام : «ما كان» موصولاً بما قبله، وجعل «ما» موصولة ، وجعل كلمة «كان» فعلاً تامّا مع فاعله صلة ل «ما» والمجموع في محلّ النصب بالمفعوليّة . والأولى ما ذكرناه من كون «ما» نافية والجملة كلاما مستأنفا لنفي التركيب».

3.. في شرح المازندراني : «عطف على قوله: «نفى» عطف الإنشاء على الإخبار».

4.. في «بف»: «ومثال».

5.. في شرح المازندراني : «نفيا ، مفعول له لقوله : أوقع».

6.. في حاشية «ض»: «يزعمون».

7.. في حاشية «ض ، بح»: «فنفى».

8.. في «ض»: «تعتمد». وفي «ف» : «يعتمد عليه» . وفي حاشية «ج» : «يعتمده».

9.. في «بر»: «أو لا من شيء».

10.. في «بس ، بر»: «لا من شيء».

11.. في «ب ، ض ، بح ، بر» : «يوجب».

12.. في «ب ، ج، ض، ف ، بر ، بس»: «ينفيه».

  • نام منبع :
    الكافي ج1
    تعداد جلد :
    15
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1387 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
عدد المشاهدين : 349272
الصفحه من 728
طباعه  ارسل الي