353
الكافي ج1

إِلى خَلْقِهِ، لكِنْ هذَا مَعْنى مَا قَالَ مِنْ ذلِكَ، وَقَدْ قَالَ : «مَنْ أَهَانَ لِي وَلِيّاً، فَقَدْ بَارَزَنِي بِالْمُحَارَبَةِ، وَدَعَانِي إِلَيْهَا» وَقَالَ: «مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ»۱ وَقَالَ: «إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللّهَ يَدُ اللّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ»۲ فَكُلُّ هذَا وَشِبْهُهُ ۳ عَلى مَا ذَكَرْتُ لَكَ، وَهكَذَا الرِّضَا وَالْغَضَبُ وَغَيْرُهُمَا مِنَ الاْءَشْيَاءِ مِمَّا يُشَاكِلُ ذلِكَ، وَلَوْ ۴۵ كَانَ يَصِلُ إِلَى اللّه‏ِ الاْءَسَفُ ۶ وَالضَّجَرُ ۷ ـ وَهُوَ الَّذِي خَلَقَهُمَا ۸ وَأَنْشَأَهُمَا ۹ ـ لَجَازَ لِقَائِلِ هذَا أَنْ يَقُولَ: إِنَّ الْخَالِقَ يَبِيدُ ۱۰ يَوْماً مَا ۱۱ ؛ لاِءَنَّهُ إِذَا دَخَلَهُ الْغَضَبُ وَالضَّجَرُ، دَخَلَهُ التَّغَيُّرُ ۱۲ ، وَإِذَا دَخَلَهُ التَّغَيُّرُ ۱۳ لَمْ يُوءْمَنْ عَلَيْهِ الاْءِبَادَةُ ۱۴ ، ثُمَّ لَمْ يُعْرَفِ ۱۵ الْمُكَوِّنُ مِنَ الْمُكَوَّنِ ، وَلاَ الْقَادِرُ مِنَ الْمَقْدُورِ عَلَيْهِ، وَلاَ الْخَالِقُ مِنَ الْمَخْلُوقِ، تَعَالَى اللّه‏ُ عَنْ هذَا ۱۶ الْقَوْلِ عُلُوّاً كَبِيراً؛ بَلْ هُوَ الْخَالِقُ لِلاْءَشْيَاءِ لاَ لِحَاجَةٍ، فَإِذَا كَانَ لاَ لِحَاجَةٍ، اسْتَحَالَ الْحَدُّ وَالْكَيْفُ فِيهِ، فَافْهَمْ

1.. النساء (۴): ۸۰ .

2.. الفتح (۴۸): ۱۰.

3.. يجوز عطفه على «هذا» أيضا.

4.. في «ض» وحاشية «ج»: «فلو».

5.الطبعة القدیمة للکافی : ۱/۱۴۵

6.. «الأسف» : أشدّ الحزن . وأسف عليه: غضب ، وآسفه : أغضبه. اُنظر : الصحاح ، ج ۴ ، ص ۱۳۳۰ (أسف).

7.. «الضجر»: القلق والاضطراب من الغمّ ، أي هو اضطراب النفس وتغيّرها؛ خوفا من فوات المقصود أو لحوق الضرر . اُنظر : الصحاح ، ج ۲ ، ص ۷۱۹ (ضجر) ؛ شرح المازندراني ، ج ۴ ، ص ۲۹۹.

8.. في التوحيد والمعاني : «أحدثهما».

9.. في «ج ، ف ، بح، بر ، بس» وحاشية «ض»: «وأشياعهما» . وفي شرح المازندراني والوافي: «وأشباههما» . ولعلّ المراد بالأشياع : الآثار.

10.. «يبيد» : يهلك . يقال: باد الشيء أي هلك ، والإبادة : الإهلاك . اُنظر : الصحاح ، ج ۲ ، ص ۴۵۰ (بيد).

11.. في «بف» وشرح صدر المتألّهين : - «ما».

12.. هكذا في «ب» وحاشية «ف» وشرح صدر المتألّهين وشرح المازندراني . وفي المطبوع وسائر النسخ: «التغيير».

13.. في الوافي: «بالإبادة».

14.. في التوحيد والمعاني : «ولو كان ذلك كذلك لم يعرف » بدل «ثمّ لم يعرف».

15.. في شرح صدر المتألّهين : «ذلك».


الكافي ج1
352

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللّه‏ِ عليه ‏السلام : «إِنَّ اللّه‏َ خَلَقَنَا، فَأَحْسَنَ خَلْقَنَا ۱ ؛ وَصَوَّرَنَا، فَأَحْسَنَ صُوَرَنَا؛ وَجَعَلَنَا عَيْنَهُ فِي عِبَادِهِ، وَلِسَانَهُ النَّاطِقَ فِي خَلْقِهِ، وَيَدَهُ الْمَبْسُوطَةَ عَلى عِبَادِهِ بِالرَّأْفَةِ وَالرَّحْمَةِ، وَوَجْهَهُ الَّذِي يُوءْتى مِنْهُ، وَبَابَهُ الَّذِي يَدُلُّ عَلَيْهِ، وَخُزَّانَهُ ۲ فِي سَمَائِهِ وَأَرْضِهِ ۳ ؛ بِنَا أَثْمَرَتِ الاْءَشْجَارُ، وَأَيْنَعَتِ ۴ الثِّمَارُ، وَجَرَتِ الاْءَنْهَارُ؛ وَبِنَا يَنْزِلُ ۵ غَيْثُ السَّمَاءِ ، وَيَنْبُتُ ۶ عُشْبُ ۷ الاْءَرْضِ؛ وَبِعِبَادَتِنَا عُبِدَ اللّه‏ُ، وَلَوْ لا نَحْنُ مَا عُبِدَ اللّه‏ُ». ۸

۳۶۲.مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ بَزِيعٍ، عَنْ عَمِّهِ حَمْزَةَ بْنِ بَزِيعٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه‏ِ عليه ‏السلام فِي قَوْلِ اللّه‏ِ عَزَّ وَجَلَّ : «فَلَمَّآ ءَاسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ»۹ فَقَالَ: «إِنَّ اللّه‏َ ۱۰ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ لاَ يَأْسَفُ كَأَسَفِنَا، وَلكِنَّهُ ۱۱
خَلَقَ أَوْلِيَاءَ لِنَفْسِهِ يَأْسَفُونَ وَيَرْضَوْنَ وَهُمْ مَخْلُوقُونَ مَرْبُوبُونَ ۱۲ ، فَجَعَلَ رِضَاهُمْ رِضَا نَفْسِهِ ، وَسَخَطَهُمْ سَخَطَ نَفْسِهِ؛ لاِءَنَّهُ جَعَلَهُمُ الدُّعَاةَ إِلَيْهِ، وَالاْءَدِلاَّءَ عَلَيْهِ، فَلِذلِكَ صَارُوا كَذلِكَ، وَلَيْسَ أَنَّ ذلِكَ يَصِلُ إِلَى اللّه‏ِ كَمَا يَصِلُ

1.. في «بف»: «خلقتنا» . وفي مرآة العقول : «يمكن أن يقرأ : خُلْقَنا ، بالضمّ».

2.. في «ف»: «وخزانته» . وفي التوحيد: «وخزائنه».

3.. في «ف»: «في السماء والأرض».

4.. «أينعت» : نَضَجت ، أي صارت نضيجة . يقال: يَنَع الثمرُ وأينع، أي نضج، أي بلغ وقت أكله . وقال صدر المتألّهين في شرحه : «اُيْنِعَت ، على صيغة المجهول» . وانظر : الصحاح ، ج ۳ ، ص ۱۳۱۰ (ينع).

5.. في حاشية «ض ، ف ، بح» والتوحيد: «نزل».

6.. في حاشية «ض ، ف ، بح» وشرح المازندراني والتوحيد : «ونبت».

7.. «العُشْب» : الكلأ الرطب ، ولا يقال له: حشيش حتّى يهيج . الصحاح ، ج ۱ ، ص ۱۸۲ (عشب).

8.. التوحيد ، ص ۱۵۱ ، ح ۸ ، بسنده عن محمّد بن أبي عبداللّه‏ الكوفي . راجع : الكافي ، كتاب الحجّة ، باب أنّ الأئمّة ولاة أمر اللّه‏ وخزنة علمه ، ح ۵۱۴ ؛ وبصائر الدرجات ، ص ۱۰۵ ، ح ۹ و ۱۳ الوافي ، ج ۱ ، ص ۴۱۹ ، ح ۳۴۶ .

9.. الزخرف (۴۳): ۵۵.

10.. في التوحيد والمعاني : «المكوّن » بدل «اللّه‏ » .

11.. في «بس» : «ولكن».

12.. في التوحيد والمعاني : «مدبّرون».

  • نام منبع :
    الكافي ج1
    تعداد جلد :
    15
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1387 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
عدد المشاهدين : 349495
الصفحه من 728
طباعه  ارسل الي